صدور كتاب “المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد”

القدس-صدر حديثا كتاب "المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد"، للباحثة سارة محمد فارس الشماس من مدينة الخليل. ويقع الكتاب في 172 صفحة من الحجم الكبير، ويتناول تاريخ المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل مركزا على مكانته الدينية العميقة في الديانات السماوية الثلاث، حيث يضم قبور الأنبياء إبراهيم، وإسحق، ويعقوب وزوجاتهم عليهم السلام، ويعد من أبرز الأماكن المقدسة. ويستعرض تطور تاريخ المسجد عبر العصور حتى الاحتلال الإسرائيلي، وأبرز الأحداث التي مر بها كما يناقش التغيرات المعمارية التي طرأت عليه، ويعرض الانتهاكات المتواصلة، بما في ذلك مجزرة المسجد الابراهيمي عام 1994 التي شكلت نقطة تحول خطيرة في تاريخه، وأدت إلى تقسيمه لصالح الجهات المحتلة، وما تلاها من تقييد وصول المسلمين إلى أجزاء منه. كما يتناول الكتاب قدسية المسجد وتصميمه المعماري، مبرزاً مكانته الدينية والآثار المتبقية فيه، بالإضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد ومدينة الخليل منذ عام 1967، والجهود المبذولة لوقف هذه الاعتداءات من قبل الجهات الفلسطينية والعربية والدولية. ويأتي هذا العمل مساهمة مهمة لتأكيد على أهمية حفظ إرث المسجد وحمايته من التشويه والتهويد وتوعية الأجيال القادمة بأهميته. ويتكون الكتاب من أربعة فصول رئيسية، يتناول الفصل التمهيدي تاريخ مدينة الخليل وبداية الاستيطان الصهيوني فيها، مرورا بأوضاعها الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية، ثم الفصل الأول الذي يتناول تاريخ المسجد الإبراهيمي الشريف، نشأته، تسميته، وتطوراته المعمارية والدينية عبر العصور وما طرأ عليه من تغيرات منذ العصور الإسلامية الأولى وحتى الاحتلال الإسرائيلي، أما الفصل الثاني فقد خُصّص لقدسية المسجد وتصميمه المعماري، بما يشمله من عناصر معمارية وتفصيلية كالسور، والمآذن، والمصليات، والمنبر، والمقتنيات. ويُعالج الفصل الثالث الاعتداءات الإسرائيلية منذ عام 1967، بما في ذلك مجزرة المسجد الإبراهيمي وتقسيمه، وانتهاكات المستعمرين وسلطات الاحتلال بحق السكان والمقدسات. ويُختتم الكتاب بالفصل الرابع، الذي يستعرض الجهود الفلسطينية والعربية والدولية في التصدي لهذه الانتهاكات، بما في ذلك جهود الفصائل والقيادات الفلسطينية، والدور الأوروبي والأميركي، والمواقف الأممية القانونية. سارة الشماس، باحثة وكاتبة في التراث والعلوم التربوية، حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة اليرموك في فلسفة مناهج الدراسات الاجتماعية وأساليب تدريسها، حازت على لقب "الباحث المتميز عام 2024، ووسام سيدة الوطن العربي عن المستوى الأكاديمي بالعلمي، وهي مؤلفة كتاب "معاصر السمسم بين الماضي والحاضر" الفائز بجائزة أفضل عمل علمي في الحضارة الإسلامية من اتحاد الأثريين العرب، وتشغل منصب مدير متاحف الجنوب في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.