الأخبارالشخصية الثقافية

عالم الآثار الدكتور سليم حسن شخصية معرض القاهرة للكتاب 2024

القاهرة – أعلنت اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 عن اختيار عالم الآثار الشهير الدكتور سليم حسن، شخصية المعرض في دورته الـ 55.

وقدم الدكتور حسن أعمالًا مهمة تحمل في طياتها التاريخ المصري والحضاري، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام مصرية.

حياته

وُلد سليم حسن بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية في 15 من إبريل 1886، تُوفي والده وهو صغير، وبعد أن أتم دراسته الابتدائية والثانوية التحق بمدرسة المعلمين الخديوية، وانضم إلى الفرقة التي تدرس علم الآثار وكان أحد تلامذة أحمد كمال باشا، والذي يعتبر من كبار علماء التاريخ والآثار.

حاول سليم حسن بعد الانتهاء من دراسته أن يلتحق بالمتحف المصري بوصاية من أحمد كمال باشا، لكنه لم يُوفَّق، فعمل مدرسًا للتاريخ واللغة الإنجليزية بالمدرسة الناصرية بالقاهرة، ثم نُقل إلى مدرسة طنطا الثانوية، ومنها إلى أسيوط، ثم نُقل إلى القاهرة مدرسًا في المدرسة الخديوية الثانوية.

عمله في المتحف

بعد ثورة 1919 وفي محاولة للهرب من سيطرة النفوذ، وأصبح الوزراء المصريون أكثر استقلالاً، انتهز أحمد شفيق باشا وزير الأشغال فرصة تعيين أمينين فرنسيين بالمتحف المصري، وأصر على تعيين أمينين مصريين مساعدين لهما، فالتحق سليم حسن بالمتحف أمينًا مساعدًا وتتلمذ وقتها على يد العالم الروسي جولنشيف.

أثناء عمله بالمتحف سافر إلى باريس لحضور الاحتفال بمرور مائة عامة على فك شامبليون لرموز اللغة الهيروغليفية، وتمكّن من زيارة عدة متاحف أوروبية، وبعد عودته كتب عدة مقالات في جريدة الأهرام تحت عنوان: “الآثار المصرية في المتاحف الأوروبية” كشف فيها عن أسرار سرقة الآثار المصرية، ودور الأثريين الأجانب في ذلك.

سفره إلى باريس

سافر سليم حسن إلى باريس مرة آخرى، والتحق بجامعتها، وحصل على دبلوم في اللغة الشرقية، وثان في تاريخ الديانات، وثالث في اللغات الشرقية، ثم عاد إلى مصر في 1927، وعين مرة أخرى في المتحف المصري، وأقنعه المسئولون أن مكانه هو المكتبة وأن عمله الأساسي هو ترجمة دليل المتحف، وكان ذلك يعني تجميدًا لنشاطه، لكن هذا لم يدم طويلاً، فاستدعته كلية الآداب بالجامعة المصرية للتدريس بها، وترقى في المناصب العلمية إلى أن بلغ درجة الأستاذية مع الإشراف على حفائر الجامعة بمنطقة أهرامات الجيزة.

كما حصل سليم حسن على درجة الدكتوراه من جامعة فيينا، سنة 1935.

في عام 19276 عين سليم حسن وكيلاً لمصلحة الآثار المصرية، فكان أول مصري يتولى هذا المنصب، الذي كان مقصورًا على العلماء الأجانب، واسترجع إلى المتحف المصري مجموعة من القطع الأثرية كانت في حوزة الملك فؤاد، فلما حاول ابنه الملك فاروق أن يستعيدها باعتبارها من الممتلكات الخاصة لأبيه، رفض سليم حسن إعادتها، ولم تطل إقامة سليم حسن في منصبه، وتعرض لمضايقات كثيرة، نجحت في إجباره على ترك العمل بمصلحة الآثار سنة 1940.

أعمال التنقيب

شارك سليم حسن جهودا كبيرة في عمليات الحفر والتنقيب التي استمرت عشر سنوات من 1929 إلى 1939، فبلغت 171 عملا، ومنها حفائره في منطقة الأهرامات بالجيزة من أهم ما قام به من أعمال؛ إذ كشفت عن عدد كبير من مقابر الدولة القديمة، وتعد مقبرة (رع ور التي كشفها جنوبي منطقة “أبو الهول” من أكبر المقابر، وتكاد تضارع مقابر الملوك من حيث ضخامتها وكثرة التماثيل بها).

كما كشف مقبرة الملكة (خنكاوس) آخر ملوك الأسرة الخامسة، وحلقة الوصل بين تلك الأسرة والأسرة السادسة، وصممت المقبرة على هيئة تابوت أقيم فوق صخرة كبيرة، وأطلق سليم حسن على هذه المقبرة الهرم الرابع.

وكانت حفائر سليم حسن في منطقة أبي الهول من أهم أعماله التي كشفت عن أسرار “أبو الهول” وما يحيط به من غموض وإيهام، وامتد نشاطه إلى منطقة سقارة ومنطقة النوبة.

تفرغه للدراسة

بعد أن ترك سليم حسن العمل الحكومي تفرغ للدراسة والتأليف ومن وأهم مؤلفاته قاطبة هو كتابة “مصر القديمة” الذي أخرجه في ستة عشر جزءًا، متناولاً تاريخ مصر وحضارتها من عصر ما قبل التاريخ، ومرورًا بالدولة القديمة والوسطي والرعامسة والعهد الفارسي، وانتهاء بأواخر العصر البطلمي، وكان قد شرع في كتابة الجزء السابع عشر عن (كليوباترا) لكن حال موته دون إصداره”.

وهذه الموسوعة تغني القارئ عن عشرات الكتب والمراجع التي تتناول تاريخ مصر في هذه الفترة الطويلة، وتعد فريدة في بابها، فلم يسبق أن تناول عالم واحد كل هذه الفترة في مؤلف له.

عمله في الترجمة

كما أسهم في ميدان الترجمة فنقل إلى العربية كتاب “ديانة قدماء المصرين” للعالم الألماني شتيدورف، وكتاب “فجر الضمير” للمؤرخ الأمريكي جيمس عهنري بريستد، أما عن مؤلفاته التي كتبها بغير العربية فقد بلغت ثلاثة وثلاثين مؤلفًا وضمت كتبًا علمية ككتابه عن “أبو الهول” وكتابه عن “الأناشيد الدينية للدولة الوسطى) بالإضافة إلى بحوثه ومقالاته في حوليات مصلحة الآثار والمجلات الأثرية الأجنبية، وتقارير حفائر في الجيزة وسقارة والنوبة.

ترأس سليم حسن البعثة المصرية التي زارت منطقة النوبة سنة 1955لكتابة تقرير عن وسائل إنقاذ معابد المنطقة وآثارها قبل أن تغمرها مياه السد العالي، كما أشرف على حفائر مصلحة الآثار في النوبة سنة 1958 وعلى عملية جرد المتحف المصري سنة 1959، وفي 29 من سبتمبر 1961 توفي سليم وهو في الخامسة والسبعين من عمره تاركاً أثر كبيراً في علم الآثار.


اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading