عمان (بي اف نيوز)- رأي الروائي اليمني عمار باطويل أن رواية “تغريبة القافر” للروائي العماني زهران القاسمي الفائزة بجائزة البوكر تضيء على معجزة السمع عن بعد في الرواية العربية الحديثة.
وقال في مقالة له نشرها على موقع “ميدل إيست أون لاين”، حملت عنوان “زهران القاسمي يتتبع أثر الماء في تغريبة القافر”، إن هذه المعجزة يقابلها في سجل التاريخ والأساطير العربية معجزة النظر عند زرقاء اليمامة عندما كانت ترى العدو من مسافة بعيدة وتنقذ قومها من الهلاك.
وتاليا نص المقال:
رواية “تغريبة القافر” للروائي العماني زهران القاسمي عن تضاريس الحياة في الجبال ووعورتها والبحث عن الماء عن طريق حاسة السمع بحيث نجد سالم بن عبدالله الملقب بالقافر بطل الرواية يكتفي ويتتبع أثر الماء عن طريق حاسة السمع الحادة لديه وهي قدرة خاصة به بحيث يضع أذنه على الأرض أو على صخرة ما فيسمع الخرير ويحدد مكان تواجد الماء.
وهذه بحد ذاتها معجزة سجلتها الرواية العمانية لكاتبها الشاعر الروائي زهران القاسمي المتوج بجائزة البوكر بنسختها العربية، فمعجزة السمع عن بعد في الرواية العربية الحديثة يقابلها في سجل التاريخ والأساطير العربية معجزة النظر عند زرقاء اليمامة عندما كانت ترى العدو من مسافة بعيدة وتنقذ قومها من الهلاك كما أنقذ القافر قومه من العطش والموت مرات، فرواية “تغريبة القافر” عن العطش المبكر والبحث عن الماء في الجبال وأعماق الأرض.
فقد تتبعت فيها خطوات الماي، والماء، والمياه من دون المطر والسيول والينابيع فوجدتها ما يقارب 373 خطوة ترددت فيها صدى الماي والماء والمياه بعدد أيام الدهر نجد الحياة بين الجبال والسواقي والافلاج العمانية وهي حياة قاسية في الجزيرة العربية أرض الأساطير، فشخصية الرواية القافر يجسد أكثر من حياة وهو يكتفي الماء فله حوات وليست حياة واحدة، فبدأت حياته الأولى عندما كان في بطن أمه وهو يقودها نحو الماء وهي لا تعرف سبب ذلك العطش المبكر والبحث عن الماء في البئر وهي لا تعلم بأنها تحمل في بطنها الطفل المعجزة الذي أطاح بأمه في أعماق البئر وماتت وعندما كبر القافر مات أبوه بداخل الفلج وهما يكتفيان الماء للقرية فقد ماتت الأسرة بسبب البحث عن الماء.
كانت نعمة القافر ومعجزته نقمة عليه وعلى أفراد أسرته وكانت نعمة على أهل قريته الذين أرادوا لهم الحياة مقابل الموت لبطل قريتهم، فتذكرت مقولة المناضل والثائر اليمني أحمد يحيى الثلاياء القائل “لعنة الله على شعب أردت له الحياة فأراد لي الموت” وفي حقيقة الأمر فقد أراد أهل قرية القافر له الموت منذ أن كان جنينًا وعندما أصبح طفلًا إلى أن شب وكبر فكان صغيرًا وحقيرًا في نظرهم ولكن هكذا هي حياة البؤساء تجاه العظماء، فحياة القافر ليست كما بقية البشر فكان يملك معجزة الأنبياء ويشق طريقه كما كان يفعل النبي موسى بعصاه “فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر”، فكان القافر يضرب الصخر بمطرقته بعد أن يغوص في أعماق الأرض فينبثق الماء ويرتوي البشر، والشجر والحجر.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.