الأخبارالمؤلفون

الحائز جائزة نوبل عبدالرزاق قرنح: عندما تكون القصة غير مكتملة يمكننا تقديم إضافات..

عمان (بي إف نيوز)- تزخر أعمال عبدالرزاق قرنح (74 عاماً) الأديب التنزاني الحائز جائزة نوبل للآداب لعام 2021، بالمراجع عن تبعات الاستعمار، بما في ذلك العنصرية، وهو الموضوع الرئيسي في كتابه (After Lives) «ما بعد الموت»، الذي نُشر في بداية أكتوبر باللغة الفرنسية، وذهب كاتبه للترويج له في باريس.

ويروي كتاب «ما بعد الموت» الذي حظي بإشادات النقاد عند نشره في بريطانيا عام 2020، قصة المستعمرات الألمانية في شرق أفريقيا خلال الحرب العالمية الأولى، وهو موضوع قلّما جرى التطرق إليه في الأدب، وفقا لوكالة «فرانس برس»

ويوضح الروائي لوكالة فرانس برس «عندما تكون القصة غير مكتملة، لأنها تلحظ جانباً واحداً فقط من الأشياء»، في هذه الحالة وجهة النظر الأوروبية بشأن الحرب العالمية الأولى، «يمكننا تقديم إضافات، هذه فكرتي»، من هنا، تستكشف هذه الرواية سؤالا معقّداً: لماذا ذهب أشخاص خاضعون للاستعمار، ممّن تعرضوا لبطش قوة مستعمرة أوروبية، للقتال من أجلها في صراع لا يعنيهم، عرّضوا فيه أنفسهم لعنصرية رؤسائهم في الجيش؟

هل يجب إزالة الفقرات العنصرية في روايات مؤلفين راحلين كبار ؟

في إنجلترا، حيث استقر مؤلف رواية «وداعا زنجبار» وحصل على الجنسية البريطانية، خضعت كتابات عدد من الروائيين المعروفين لمراجعات (الإشارات العنصرية)، فكرة تبدو مقبولة لدى قرنح رغم اعتباره أن ثمّة «مشكلات أكبر» ينبغي حلها أولاً، وقد طاول ذلك خصوصاً الكاتبة الأكثر جذباً للقراء في العالم أغاثا كريستي، التي توفيت عام 1976، فقد تعهد ورثتها إعادة نشر مغامرات المحقق هيركيول بوارو أو الآنسة ماربل بنسخ منقحة تزال منها أوصاف شخصيات معينة يُنظر إليها على أنها تحمل قوالب نمطية، أو حتى مسيئة.

ويواجه مؤلف مغامرات جيمس بوند، إيان فليمنغ، وأحد أعظم مؤلف الكتب المخصصة للصغار، روالد دال، مصيراً مشابهاً، وتثير المسألة انقسامات كبيرة، لدرجة أن نسختين من كتب روالد دال ستكونان موجودتين جنباً إلى جنب في المكتبات: النص الأصلي، ونسخة أخرى منقحة تمت مراجعتها مع مستشارين.

قرنح ليس مجرد كاتب، فهو عمل كأستاذ للغة الإنكليزية ولآداب ما بعد الحقبة الاستعمارية في جامعة كينت البريطانية، وعن رؤيته كباحث إلى تعديل روايات أغاثا كريستي، يجيب «أعتقد أنه أمر لا جدوى منه، ولكن أعتقد أن أحد الأسباب التي تجعلنا نفعل ذلك هو أن الناشر يريد أن يجعل منتجه أكثر أهلاً للاحترام».

ويضرب مثلاً بالرواية التي عاد التداول فيها بعنوان (And Then There Were None) «ثمّ لم يبقَ أحد»، بعدما عُرفت على مدى عقود بـ«عشرة زنوج صغار»، وفقاً لعنوانها الأصلي باللغة الإنجليزية المستوحى من عنوان أغنية عنصرية قديمة، في هذه الرواية البوليسية الصادرة عام 1939، وهي واحدة من أكثر الروايات مبيعاً في العالم، ظهرت كلمة «زنجي» العنصرية المحظورة حالياً مرات عدة.

ويقول قرنح «إذا كنتَ ناشراً ولديك هذا المنتج، فلماذا لا تحوله إلى عشرة أطفال سود صغار؟ إذا كان هذا يجعله أكثر قبولاً، أعتقد أن الأمر لا يهم حقاً».

 صعوبة فهم المتمسكين بنص الطبعة الأولى

ويقول إنه يجد صعوبة في فهم المتمسكين بنص الطبعة الأولى، كما لو كان مقدساً، بينما في عام 1940 وافقت أغاثا كريستي على عنوان آخر في الولايات المتحدة «ثم لم يبق أحد».

ويضيف الروائي التنزاني «أعتقد أن الأشخاص الذين لديهم مشكلة معها، والذين لديهم اعتراضات عليها، لأنهم يعتقدون» أنها مرتبطة بما يُعرف «بثقافة الإلغاء»، «أعتقد أن هناك مشكلات أكبر في العالم يجب أن نقلق بشأنها، بدلاً من تغيير عنوان رواية لأغاثا كريستي».

 يذكر أن  قرنح أكد على أصوله اليمنية في الكلمة التي ألقاها لدى تسلمه جائزة نوبل، حيث تحدث عن طفولته وعن نهمه للقراءة، قائلا إن عائلة والده كانت يمنية، أما أسرة والدته فهي «من مومباسا، من الساحل».

ويذكّر بأن الكلمة المثيرة للجدل «تؤذي الناس حقاً»، مشيراً إلى أن شرح سياقها داخل حواشي الكتاب، حسب رأيه، ليس كافياً. ويقول «كيف تفعل ذلك عندما يكون هذا هو العنوان؟».


اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading