ندوة حول واقع السرد العربي في الفضاء الرقمي في معرض عمان للكتاب
عمان (بي إف نيوز)- ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب، أقيمت مساء السبت ندوة نوعية حملت عنوان” واقع السرد العربي في الفضاء الرقمي.. أسئلة وتحديات”.
وشارك في الندوة التي أدارها الكاتب مفلح العدوان، الدكتور ابراهيم السعافين، والدكتور سعيد يقطين من المغرب، والقاصة سامية العطعوط..
الدكتور السعافين
وقال الدكتور السعافين في بداية الندوة، إن الادب الرقمي يثير الأسئلة من الذين كتبوه، ومن الذين كتبوا أيضا الاعمال الروائية، وتساءل هل الرقمية أو التفاعلية تشترط الابعاد الأخرى المتعارف عليها في النص الأدبي، أما أنها لا تقف عند النص بحد ذاته، وهل هناك شروطا للرواية –على سبيل المثال- من خلال الأدوات الإلكترونية الرقمية.
واضاف، أن ما لدينا الآن هو نشر إلكتروني، ويستطيع القارىء بكل بساطة قراءة الرواية أو النص الأدبي من خلال الأجهزة الالكترونية المتوفرة بين يديه، أو الاستماع إلى النص الأدبي الذي أصبح في وقتنا على شكل أعمال صوتية في كل مكان، وتساءل عن محاولة الحكم على الرواية هل ستكون بالاعتماد على جودة النص، أم اننا نسعى إلى البحث عن أشياء تشدنا او تشوقنا لهذا النص، وهل هناك اعمال رقمية خارج النص الجيد؟.
واشار الدكتور السعافين إلى ان هناك من يريد تجاوز النص الورقي وكأنه “لعنة”، مع الفن بحد ذاته يتجاور، وكل التيارات الفكرية والادبية، كذلك، وما زلنا نستمع إلى قصائد المتنبي، ونقرأ نص محمود دروي، موضحا أننا نجهل مستقبل الادب في ظل البرمجيات وتطورها، ولا نعرف ما سوف يسفر عنه المستقبل، و ولا التقنيات، وكذلك الأمر بالنسبة لمستقبل الرواية الرقمية والأدب الرقمي في ظلها، والذي يشهد عزوفا مستشهدا بمقولة أن “النص الرقمي هو ليس ملك المؤلف.. وانما ملك القارىء”.
الدكتور سعيد يقطين
أما الدكتور سعيد يقطين من المغرب، فقال إنه كان يجب علينا أن نتواصل مع هذا العصر سرديا ومعرفيا، وكان التواصل على الصعيد المعرافي سطحيا، وبسيطا ولم ندرك أننا أما حقبة تاريخية جددية تستدعي منا وعايا جديدا وأسئلة جديدة، وسرديا لم نطلع على النصوص السردية اتي أنتجت في الغرب، مستفيدا من هذه الثورة التكنولوجية، وإلى الآن أرى ان الذين يطلعون على النوص السردية في الوطن العربية قلة قليلة.
وأضاف أن الدخول إلى الفضاء الرقمي يتطلب منا استعمال التكنولوجيا الجديدة، وتنتج من خلال برمجيات، وتقرأ من خلال وسيط جديدة أيضا، مشيرا إلى تجربة الأردني محمد سناجلة في هذا الميدان، وبعض التجارب في المغرب والعراق، ولكنها ما زال تجراب بسيطة، وعادية، ولم تتطور لاسباب مختلفة، ومنها أن الرواية العربية قدمت في السبيعينات والثمانينيات قدمت نصوصا روائية جيدة ما تزال إلى الان هي الرواية الحقيقية، وان الرواية الجيدة تعني بالضرورة نقدا جيدا، وفي غياب هذا التفاعل لا يمكن لنا ان نتطور.
وأشار الدكتور يقطين إلى من أسس الرواية العربية ظلوا منعزلين عن المشاركة في هذ الوسيط الجديد، وكان هناك تلكؤ في التعامل مع الوسيط الجديد، والشباب هم من ينخرطون في هذا العصر، ولكن بدون خلفية روائية، وقبل ان تكتب رواية رقمية ينبغي عليك كتابة الرواية أولا.
القاصة العطعوط
أما القاصة سامية العطعوط، فقالت إن السرد العربي يحاول اجتراح مكانا له بين “السرود” العالمية في تحولاتها من خلال تطوير أدوات السرد، ودعاته، والتقنيات الفنية بحسب ما بما يتواءم مع العصر الرقمي، ويعكس تمظهرات الحياة المعاصرة بفلسفتها ووتيرتها المتسارعة، وما تخلفه هذه الحياة على الانسان المعاصر وبيئته، بالتالي على نتاجه الأدبي والفلسفي والفني.
وأضافت أنه في العقد لأول من الألفية الثانية أنعكس التأثر بوسائل التواصل الاجتماعي على الأدب الورقي المنشور نفسه، وحيث صدرت رواية بنات الرياض لمنال العالم 2005 وراية حرية دوت كوم لأشرف نصر 2008، وفي كل أسبوع يوم جمعة لأبراهيم عبد المجيد، ومن ثم التجربة الأردنية لمحمد سناجلة.
وأشارت العطعوط إلى أن معيار انتاج سرد عربي ضمن الفضاء الرقمي يعتمد على مدى اهتمام القارىء او المستخدم له، ومدى تفاعله معه لتحقيق احدى غاياته، وعلى اهتمام المبدعين والمبدعات في اكتساب المعرفة التقنية وادواتها والوسائط المتعددة او التعامل المشترك مع التقنيين مهرة، مبينة أن الفضاء الرقمي واسعة متعدد الاحتمالات وبالتأكيد لن يحتفي بالسرد الذي نعرفه بما في ذلك السرد الحالي.
وتساءلت، هل على جميع الكتاب والكاتبات العودة الى مقاعد الدراسة لمواكبة الفضاء الرقمي، وهل من دور لمؤسسات ثقافية مثل وزارة الثقافة، والجامعات، ومعاهد البحث وغيرها، لتوفير قنوات اتصال مع المبدعين لتغطية الفارق المعرفي والتقني لديهم، والذهاب الى ابعد من ذلك، واستخدام الذكاء الاصطناعي لانتاج نصوص مختلفة، مع ذلك لن نتوقف عن انتاج السرد وقراءته ونقده وعشقه، علينا ان نطور من أدواتنا وتقنياتنا من أجل اللحاق بالركب، وتطوير النصوص الرقمية بما يمكنها من جذب اهتمام الجمهور وللمستقبل أن يحكم بها.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.