محمد سلماوي يُشيد بدور الشارقة الثقافي خلال معرض الكتاب 44
شخصية العام الثقافية تؤكد: الثقافة منهج الشارقة يصون الهوية العربية المهددة
الشارقة – استضافت جلسة حوارية، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، الكاتب والروائي المصري محمد سلماوي. تم اختيار سلماوي شخصية العام الثقافية للدورة الـ 44 من الحدث.
أكد سلماوي أن اختياره لهذا التكريم يمثل تقديراً لمسيرة حياة امتدت لعقود طويلة. كرّس هذه المسيرة في خدمة الأدب والثقافة.
كما أعرب عن سعادته بأن يأتي هذا التقدير من الشارقة. ووصفها بأنها “أحد أهم عواصم الثقافة في الوطن العربي”. ويرجع هذا الفضل إلى الجهود التنموية البناءة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
وأشار إلى أن الثقافة التي اختارها سموه منهجاً للحياة في الشارقة تمثل اليوم ما يحتاجه العالم العربي. تهدف هذه الثقافة إلى صون هويته الجامعة التي باتت مهددة على أكثر من مستوى.
مسيرة بين الأدب والصحافة
جاءت تصريحات سلماوي خلال جلسة حوارية بعنوان “محمد سلماوي.. سيرة ومسيرة”. أدارت الجلسة الإعلامية منى الرئيسي. عُقدت الجلسة ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، ونقلها موقع (الشارقة 24).
تناول سلماوي، خلال الجلسة، مسيرته بين الأدب والصحافة. وأوضح أن دراسته للأدب الإنجليزي لم تكن توجهاً نحو ثقافة بعينها. بل كانت وسيلة لفهم البناء الأدبي والمدارس النقدية المختلفة. لكنه تساءل حينها: “هل سأمضي حياتي أدرّس الأدب الإنجليزي في الجامعة بينما يعاني المجتمع من قضايا أكثر إلحاحاً؟”.
وأشار إلى أن هذه التساؤلات غيّرت مجرى حياته. حيث التقى محمد حسنين هيكل الذي عرض عليه فرصة عمل. فوجد فيها الفرصة التي تجمع بين الفكر والواقع. وكان يسعى إلى المساهمة في صناعته.
وقال سلماوي إن الكلمة سلاح الصحافي والأديب في نفس الوقت. ولكنها كلمة مختلفة. وأوضح أن الصحفي ينقل الواقع في لحظته. بينما الأديب ينظر إلى الأحداث نظرة تأملية وشمولية.
الإعلام الجديد ينصف الحقيقة في الغرب
كما تحدث سلماوي عن التحولات التي شهدتها الصحافة منذ سبعينيات القرن الماضي. وأوضح أنها لم تعد المصدر الأول للأخبار مع وسائل الإعلام الرقمية. وتابع أن هذا الواقع فرض على الصحافة أن تتطور. يجب أن تنتقل من مجرد نقل الخبر إلى تقديم التحليل والمقال السردي. هذا التحليل يفسر الأحداث ويمنحها المعنى.
وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الإعلام أكثر حرية. واستشهد بالقضية الفلسطينية، التي عرف العالم عدالتها بسبب الإعلام الجديد. هذا الإعلام أزال سيطرة الإعلام الرسمي على الوعي الجمعي في الغرب.
رؤية الأديب واستشراف المستقبل
وحول علاقة الأدب بالتنبؤ، أوضح سلماوي أن الكاتب المسرحي أو الروائي لا يسعى إلى التنبؤ عن قصد. بل يستشرف المستقبل من خلال رؤيته الشاملة للحياة. وأكد أن الأديب ليس عرّافاً. إنه يكتب من وعيٍ متأملٍ يتجاوز اللحظة الراهنة. فينتهي الأمر أحياناً بأن تتطابق رؤيته مع ما يحدث لاحقاً.
ونوه سلماوي إلى أن الكاتب يعيش مع كل عمل جديد إحساساً بأنه الأهم. وقال إن كل عمل أدبي يشرع في كتابته يشعر أنه سيكون صاحب الأثر الأكبر. لكن هذا الشعور لا يلبث أن يقوده إلى عمل جديد. فيضاف حماس ودافع إبداعي من جديد.








