عمان (بي إف نيوز)- أقيمت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب 2023 الذي انطلقت فعالياته الخميس، ندوة مسائية بعنوان” دور التراث الثقافي في تعزيز الهوية القطرية” ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لدولة قطر الشقيقة ضيف شرف المعرض في دوته (22)، بمشاركة الدكتور غانم سعد الحميدي، وإدارة الدكتور سلطان المعاني.
واستعرض الدكتور الحميدي في الندوة التي حضرها الوفد الرسمي القطري المشارك في فعاليات المعرض العوامل الأساسية في التراث القطري، مبينا عوامل تكوين الهوية القطرية في الدين الاسلامي، والهوية الثقافية العربية، وتحدث عن المذاهب الدينية، وكيف صاحب ذلك انفتاح بالشخصية القطرية وتسامحها، وتأثر الشخصية التراثية بعوامل الجغرافيا، والتاريخ، وكيفية ظهور ما أسماه بالكيانات مستقرة في البلاد.
كما عرض لتكوين المجتمع السياسي كدولة حديثة الذي تأخر عن محيطه، ذاكرا بدايات القرن التاسع عشر وسقوط دولة بني خالد عندها بدأت ما أسماه بالشخصية القطرية التي ظهرت في العشرينات والثلاثينات من هذا القرن..
وأشار الدكتور الحميدي إلى ظهور قيادة موحدة تمثلت بـ محمد بن ثاني في معركة “مسيمير”، وكيف ساهم هذا القائد في جمع القبائل على قلب رجل واحد، وعندها كيف ظهرت الشخصية القطرية، وبرزت بظهور الموارد التي كانت تعتمد أغلبها على صيد اللؤلؤ، وهنا حملت قطر ثوابت الشخصية القطرية.
وتساءل: لماذا تأخرت قطر ككيان سياسي، ودور التعداد السكاني في ذلك، ودور المدن التي ساهمت في بناء الشخصية القطرية، وتكونها، مستعرضا العوامل التي تميزت بها، والثوابت التي كانت تحكم هذه الشخصية القطرية، مبينا أن المجتمع منفتح، وهذا كان حاضرا في رؤية 2030 التي أكدت على الشخصية القطرية.
ومن هذه الثوابت – بحسب الدكتور الحميدي- الانتماء، والولاء الشديد، والكرامة والعدالة، وتقدير العمل والعلم، ودور ثنائية البر والبحر التي استمدتها الشخصية القطرية من مهنة الخوص التي تحتاج إلى مهارة وصبر..
كما تحدث عن خصوصية التراث القطري، ولغته ومفراداته، مبينا أن عملية التحديث ما زالت مستمرة، وبدات الدولة بتحديث معالمه هذه التراث في المتاحف، وسوق واقف الذي حافظت عليه، وفي التراث الفني هناك العرضة التي تمارس في الاحتفالات ..
وأشار إلى أن تبلور الشخصية القطرية مرتبطة بشخصية المؤسس من خلال الشيخ جاسم وصفاته التي أسهمت في تعزيز التراث القطري من خلال مؤسسات الدولة، مع الإشارة إلى بعض التحديات التي واجهتها الشخصية مثل: التركيبة السكانية والعولمة، واللغة، كما هي كل المجتمعات..
وقال الدكتور الحميدي إن “اغلب التراث القطري يتم الحفاظ عليه في المكتبة الوطنية، ومضيفا أن قطر سباقة في ذلك من خلال التوجه إلى الأجيال الجديدة من خلال الإعلام، حيث باردت بانشاء قناة الريان للتعريف بالتراث تقديرا منها لأهمية وتأثري الإعلام، وتوسعت بمحتوى فريد يعتمد على المسابقات التراثية بشكل خاص، كما أن التراث القطري له أولوية في التدريس في المدارس من خلال المناهج، وعززت احتفالات اليوم الوطني اهتمامها بالتراث، وانعكس ذلك بشكل واضح على الطلبة وأهاليهم.
واستعرض الدكتور الحميدي التحديات التي تواجه الشخصية القطرية من وجهة نظره، موضحا أن هناك اعتزاز واضح بالتراث والهوية الوطنية من تجربة، ذاكرا تجربة شخصية له بالتعامل مع اربعة آلاف طالب مدرسة ممن يتقنون اللغات الاجنبية، وغيرهم.
وكان الدكتور المعاني الذي أدارة الندوة قد أشار إلى أن التراث القطري له مذاق خاص، وأن هناك خطوات عملاقة من قبل الأشقاء في دولة قطر لتوثيق هذا التراث وربط الماضي بالحاضر بطرق مختلفة، ومنها على سبيل المثال تحويل بعض المعالم السياحية، وترسم لون من ألوان الثقافة، من خلال استمرار بعض المهن والحرف حتى يومنا، ضمن رؤية تتضمن البناء المستدا..
يشار إلى أن الدكتور الحميدي أكاديمي وتربوي، يعمل حاليا كخبير مناهج دراسات اجتماعية أول بإدارة المناهج ومصادر التعلم، شارك بأوراق عمل وابحاث حول تاريخ قطر والأندلس في لقاءات علمية متنوعة منها “تاريخ قطر الإسلامي حضور المكان غياب الحدث “و”نشاءة مدينة الخور بين المصادر التاريخية والروايات الشفهية”، “تاريخ قطر في المصادر النجدية قراءة أولية ” ، ” تاريخ افتتاح الاندلس بين التاريخ والاسطورة “، كتاب تحت الطبع بعنوان ” السمات الوطنية للشخصية القطرية قراءة في المنظور التاريخي”.
وشغل نائب رئيس لجنة التاريخ الشفاهي ومستشار الرئيس التنفيذي بمتاحف قطر، وعضو اللجنة التأسيسية لجمعية المكتبات والمعلومات (تحت التأسيس)، مراجع لمادة لتاريخ قطر الحديث والمعاصر – المكتوبة والمسموعة لمتحف قطر الوطني الجديد ، قام بتدريس مقررات تاريخية متنوعة على المستوى الجامعي هي ” تاريخ قطر الحديث والمعاصر “تاريخ الحضارة الاسلامية ” ” معالم تاريخ المسلمين “” تاريخ قطر ” ” تاريخ قطر والمواطنة “.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.