الشاعرة الإماراتية عائشة سلطان تكتب: المداخل المهمة لفهم المجتمع الكوري
عمان (بي اف نيوز)- قالت الكاتبة في جريدة البيان، الشاعرة الإماراتية عائشة سلطان، إن للكتب والشعر والمكتبات تشكل أحد المداخل المهمة التي تمكننا من فهم المجتمع الكوري، إضافة للتاريخ، والتكوين السياسي الاجتماعي لهذا البلد ذي التاريخ القديم والتقاليد العريقة.
وأضافت في مقالة لها نشرت اليوم بعنوان”رحلتي إلى كوريا”، سجلت فيها انطباعها عن مشاركتها في معرض سيئول للكتاب الذي اختتمت فعالياته اخيرا، ” أنها ذهبت إلى كوريا كأي مسافر يذهب إلى أي مدينة في العالم للمرة الأولى، لا يحمل في ذهنه سوى بعض الصور النمطية التي عادة ما نستقيها من وسائل الإعلام وبعض القراءات..”
وتاليا نص المقال:
في زيارتي الأخيرة إلى كوريا الجنوبية وكنت ضمن الوفد الإماراتي المشارك في معرض سيئول الدولي للكتاب، نفذت خلاله جلسة أدبية حول (الصالونات الثقافية في دولة الإمارات وكوريا الجنوبية) صحبة واحدة من أهم شاعرات كوريا وتلقب عندهم بأم شاعرات المستقبل، ما يعني أن معظم الشاعرات اللواتي تأسست تجاربهن اليوم وستتبلور في المستقبل القريب تتلمذن في مدرسة الشاعرة (كيم سنغ هي) أو خرجن من معطفها..
والحقيقة أن الاطلاع على أعمال هذه الشاعرة وتجربتها مهم جداً في إطار الاطلاع على التجارب الثقافية الكورية المعاصرة، لكن الإنصات إليها والاستماع إلى حديثها تجربة إنسانية في غاية الأهمية.
ذهبت إلى كوريا كأي مسافر يذهب إلى أي مدينة في العالم للمرة الأولى، لا يحمل في ذهنه سوى بعض الصور النمطية التي عادة ما نستقيها من وسائل الإعلام وبعض القراءات، والمعلومات التي تبرعت بها صديقة سافرت إلى هناك وعادت غير راضية بسبب ندرة خيارات الطعام المناسب للمسلمين، ورواية كورية يتيمة عنوانها (النباتية) قرأتها ولم تعجبني أبداً، هذا لا يعني أن الأدب الكوري ليس جيداً، لكن اختيار رواية للترجمة ليس أمراً سهلاً!
تشكل الكتب والشعر والمكتبات أحد المداخل المهمة التي تمكننا من فهم المجتمع الكوري، إضافة للتاريخ، والتكوين السياسي الاجتماعي لهذا البلد ذي التاريخ القديم والتقاليد العريقة، كذلك فإن ثنائية الشباب وعلاقتهم بالتكنولوجيا، هذه الظاهرة التي استوقفتني كثيراً، ففي المكتبة الأكبر في كوريا كان الشباب والأطفال والنساء والرجال يتزاحمون في ممرات المكتبة، وحتى وقت متأخر من الليل ومنذ الصباح الباكر، أما في معرض الكتاب فإن الشباب كانوا يقفون في طوابير طويلة انتظاراً لدخول المعرض.
الكوريون شعب يقرأ، يهتم بالتقنية ويبرع فيها بلا شك، وهو مجتمع حديث ومتطور ومنظم جداً، إلا أن القراءة تحتل ركناً مهماً جداً، لماذا إذن يحلو للكثيرين عندنا تبرير عزوف الشباب عن القراءة بانشغالهم بالتقنية؟ فها هم الكوريون استطاعوا الجمع بين الاثنين بتوازن ملفت.. هناك خلل لدى شبابنا علينا فهمه وخلل تشابكاته عوضاً عن تبريره وتركه بلا حل!
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.