عمان (بي اف نيوز)- أكد الدكتور شكري السعدي، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023 فرع الترجمة، أن الجائزة تعد من الجوائز العالمية المرموقة، ومن أكثر الجوائز الأدبية قيمة وأعلاها قدراً، وهي جائزة تُشَدُّ إليها كل سنة رحال المفكرين والباحثين والمبدعين والمترجمين من جميع أنحاء العالم.
وقال لصحيفة الاتحاد الإماراتية، إن الجائزة تقدم فيها بحوث ودراسات وأعمال مكتوبة بلغات شتى أو مترجمة عن لغات عدة ولا يشترط فيها إلا أن تكون على صلة بالعربية لغة أو أدباً أو فكراً وثقافة.
وأضاف أن ما يجعل الجائزة مطمحاً لهذه الأصناف من العلماء والمثقفين تعدد فروعها وتنوعها، فهي تشمل الفكر والإبداع وتتعلق بمختلف مجالات الآداب والعلوم الإنسانية، هذا فضلاً عن قيمتها المالية التي تكافئ جهود المؤلفين المبدعين والمفكرين مكافأة مجزية تدفعهم بفعل التنافس بينهم إلى عدم الاكتفاء بالحد الأدنى، وإلى تحسين أعمالهم وتجويدها وإخراجها في أحسن صورة وأبهى حلة، ومن المجالات المتصلة بحقول الفكر والبحث والإبداع مجال الترجمة التي تعد بحق جسراً بين الثقافات المختلفة والمتباعدة.
وأشار الدكتور السعدي أن ما يميز جائزة الشيخ زايد للكتاب في هذا الباب أنها لا تقيد المترجمين بلغة من اللغات، فهي منفتحة على اللغات العالمية الكبرى التي تكتب بها الأعمال العلمية المؤثرة والآثار الأدبية الراقية، وهو ما يفسر كثرة الترشيحات في فرع الترجمة التي بلغت هذه السنة رقماً قياسياً هو 230 ترشيحاً، غير أن أكثرها كان مترجماً عن اللغتين الإنجليزية والفرنسية وهما اللغتان اللتان تنقل عنهما أغلب الترجمات العربية بحكم عوامل تاريخية وثقافية.
وبين أن جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الترجمة على وجه الخصوص تغري الناشئة والمتعلمين والباحثين مهما كانت أعمارهم بالإقبال على تعلم اللغات الأجنبية بغرض الاستفادة مما يكتب بها من منجزات علمية وفنية، فهي تحفّز روح المنافسة والتباري، ولاشك في أن المنافسة على هذه الجائزة كانت على أشدها منذ البداية، وقد جرت بين ترجمات عن كتب أصلية منسوبة إلى مؤلفين أفذاذ وفلاسفة وعلماء ومفكرين عالميين مشهورين، وأنجزها مترجمون محنّكون مشهود لهم بالكفاءة والاقتدار، وهم المترجمون الذين ظهرت أسماؤهم في القائمتين الطويلة والقصيرة للجائزة.
وحول اختياره لترجمة كتاب «العبارة والمعنى» لمؤلفه فيلسوف اللغة الأميركي جون سيرل، قال الدكتور السعدي، كتاب «العبارة والمعنى» من أمهات الكتب والمراجع الأساسية في حقل التداولية، وهو حقل من حقول العلوم اللغوية تتجاذبه اللسانيات وفلسفة اللغة، ويتناول قضايا تهم المشتغلين بالبلاغة وتحليل الخطاب، مضيفا أن الكتاب اختتم به مؤلفه فيلسوف اللغة الأميركي جون سيرل الحلقة اللغوية ضمن تفكيره الفلسفي قبل أن ينتقل إلى مرحلة أخرى تتعلق بفلسفة الذهن.
ويقوم هذا الكتاب على فكرة رئيسية يلخصها السؤال التالي: كيف يمكن أن يقول المتكلم شيئاً ويعني شيئاً آخر؟ ومعنى ذلك أن موضوعه يتعلق بالاختلاف بين المعنى الذي تفيده الجملة والمعنى الذي يقصده المتكلم، ويتجلى هذا الاختلاف الذي سعى سيرل إلى تحليله وتفسيره في مظاهر لغوية وبلاغية عديدة منها التخييل والاستعارة والتهكم والأعمال اللغوية غير المباشرة.
ومن دواعي اختيار هذا الكتاب أيضاً شهرة مؤلفه وهو الفيلسوف الأميركي جون روجرز سيرل الذي يعتبر من الفلاسفة اللسانيين البارزين. وكانت آراؤه في اللغة تتضمن مجمل ما أخذه عن معاصريه وما طوره هو نفسه من مفاهيم. وكان سيرل قوي النفَس المعرفي كثير الاقتراح والإبداع قليل التقليد والاتباع، ميالاً إلى مقارعة آراء جهابذة أهل عصره، ولا يكاد يستعرض من أعمالهم مقالة إلا فحصها ونقدها. وكان إلى ذلك حريصاً أيضاً على أن يجد لنفسه موقعاً بين النظريات الكبرى المتصارعة، مُصِرّاً على تمييز أطروحته عن أطاريح غيره وإن كانت قريبة مما يذهب إليه ويقول به.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.