الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض تجارب في حماية الأثر المادي واستدامة الموروث الثقافي
أبو ظبي – نظّم الأرشيف والمكتبة الوطنية في أبو ظبي أمس الثلاثاء ندوة بعنوان: “التراث وذاكرة الشعوب.. نحو حماية الأثر المادي واستدامة الموروث الثقافي”. جاءت الندوة ضمن الموسم الثقافي الثاني للمركز.
هدفت الندوة إلى تسليط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني في الممارسات المستدامة. يعتبر التراث أحد ركائز الهوية الوطنية وجسراً للتواصل بين الأجيال.
جهود مركز حمدان لإحياء التراث
بدأت الندوة بحديث السيدة مريم الزعابي، الباحثة في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث. استعرضت الزعابي تجربة المركز ورؤيته ورسالته.
تطرقت الزعابي إلى جهود المركز في جمع التراث الثقافي غير المادي. شملت أساليب تهيئة فريق جمع ميداني متكامل للمعلومات عن محاور عديدة، منها:
- آداب المائدة وحفظ الطعام.
- القلاع والحصون والبيوت القديمة والفرجان.
- الطيور وطب الحيوانات، والوديان والسيوح.
- أوائل المساجد في الإمارات، والخراريف والقصائد.
- الآبار والنخيل، والغوص، والخيل والإبل، والتعليم والطب الشعبي.
أشارت الزعابي إلى التعاون مع الجامعات، مثل جامعة زايد وجامعة الوصل. تم تنظيم بحوث ودراسات للطلبة وورش عمل لجمع التراث الشفاهي. ركزت الفعاليات على علاقة التراث الشفاهي بالتاريخ.
مبادرة “وثيقتي” ودور الأرشيف
سلطت الندوة الضوء على مبادرة “وثيقتي” وأهدافها. تضمنت المبادرة دعوة عامة للمساهمة في الحفاظ على الوثائق والمقتنيات التاريخية. وجهت الدعوة للمصادر الرسمية وغير الرسمية والمؤسسات والأفراد.
شملت أنواع الوثائق المستهدفة: المستندات الرسمية والمخطوطات، الصور والخرائط، والسير والتراجم.
استدامة الموروث الثقافي
تحدثت الأستاذة إسراء الملا، مسؤول المدرسة الدولية للحكاية وقسم الأرشيف بمعهد الشارقة للتراث. أوضحت الملا أهمية التراث العالمي. أكدت أن الموروث الثقافي والتاريخي يشكل ذاكرة الأوطان وهوية المجتمعات.
أشارت إلى أن التراث الإنساني هو تراث عام لكل البشرية. لذلك، تحرص دولة الإمارات على صون معالم التراث الإنساني وحمايته من الاندثار.
جهود معهد الشارقة للتراث
تناولت الملا مرحلة تأسيس معهد الشارقة للتراث ونشأته. يعتبر المعهد مؤسسة علمية وأكاديمية وصرحاً ثقافياً بارزاً. أسهم المعهد في تعزيز قيم التراث الإماراتي وتطوير المحتوى الثقافي والعلمي.
استعرضت الملا أهمية الحكايات الشعبية كموروث ثقافي مستدام. كما شددت على دور الوثائق والأرشيف في ربط الأجيال بتراث الأجداد وتاريخهم العريق.
حماية التراث في إمارة الشارقة
سلطت السيدة عائشة راشد الحصان، مديرة مركز التراث العربي بمعهد الشارقة للتراث، الضوء على اهتمام إمارة الشارقة. أنشأت الشارقة هيئات ومراكز، وشيدت صروحاً ثقافية.
أولى معهد الشارقة للتراث قضية حماية التراث وصونه اهتماماً كبيراً عبر مساهمات محددة:
تعزيز ممارسات السياحة المسؤولة والمستدامة.
توثيق السجلات التاريخية والتقاليد الشفوية ورقمنتها.
حفظ المواقع التاريخية وترميمها.
تعزيز التثقيف والتوعية حول التراث الثقافي.
إشراك المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث.
الدعوة إلى تنفيذ التشريعات والسياسات التي تحمي التراث.
التعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة.
