الإصدار الجديد يضم 33 مجلداً ويكمل توثيق الفترة من 1622م إلى 1810م بـ 1473 وثيقة
الشارقة– كشف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تفاصيل أحدث مؤلفاته، وهو “مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس”.
جاء ذلك خلال حديث تلفزيوني مع محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وتابعته وكالة “وام”.
وأكد سمو الشيخ القاسمي أن “مجمع التواريخ” يُعد تكملة لإصدار “البرتغاليون في بحر عُمان”. لذلك، يبدأ بعرض تاريخ المنطقة كاملاً في صورة حوادث في حوليات.
ويتألف الإصدار من 33 مجلداً باللغة العربية ومثلها بالإنجليزية. كما يحتوي على 1473 وثيقة، وقد تم وضعه أيضاً في إصبع ذاكرة.
وثائق من أربع إمبراطوريات وإكمال لسلسلة
أوضح سمو حاكم الشارقة أن الإصدار سُمي “مجمع التواريخ” لأنه يضم كل الوثائق التي توثق تلك الفترة. تشمل هذه الوثائق الوثائق الإنجليزية والهولندية والفرنسية والعثمانية.
بالإضافة إلى ذلك، أشار عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ القاسمي، إلى الوثائق البرتغالية التي وضعها في إصداره “البرتغاليون في بحر عُمان”.
لذلك، وضع سموه في مقدمات المجلدات من 1 إلى 12 تنويهاً. دعا فيه القارئ للاطلاع على “البرتغاليون في بحر عُمان” لمزيد من المعلومات عن الأحداث.
الحرير والبهارات: سر التهافت على المنطقة
تطرق سموه إلى أهمية المنطقة تجارياً. فبعد وصول البرتغاليين وسيطرتهم، جاءت عدة دول للاستفادة من المنطقة للتجارة. فأوروبا كانت تحتاج إلى الحرير والقطن لمنتجات الألبسة. كما كانت تحتاج البهارات لإزالة رائحة العفونة من اللحم، نظراً لعدم وجود ثلاجات.
وأوضح سموه أن المنطقة ليست مصدرة للبهارات والحرير. بل كانت تمثل الطرق التي توصل إلى الأماكن المنتجة. فعلى سبيل المثال، كان طريق الحرير يعبر من غرب الصين إلى مناطق الأفغان ويدخل فارس. لهذا السبب، كان التجار يأخذون منبع نهر السند ويسيرون بسفن خاصة إلى بحر العرب. ويأتي ذلك بسبب المشاكل التي قد تحدث في مناطق العبور.
تحديات التوثيق واختلاف المناهج
استعرض سموه الوثائق التي يمتلكها. ومعظمها موجود في “مجمع التواريخ”، وهي متاحة للباحثين في دارة الدكتور سلطان القاسمي. شملت الوثائق الهولندية والإنجليزية والفرنسية والعثمانية.
وأوضح سموه الفروق بين توثيق الإنجليز والهولنديين:
- الهولندي: كان أكثر ترتيباً وإيجازاً، وحرص على تعديل وحذف الشيء المغلوط كالإشاعات.
- الإنجليزي: كان توثيقه طويلاً وتدخل فيه أمور التجارة. لذلك، قد تضيع المعلومة ويترك المعلومة الخطأ دون تصحيح.
كما أشار سمو الشيخ القاسمي إلى الأرشيف العثماني، الذي يتناول الجزيرة العربية والبصرة. ولكن الوثائق العثمانية صعبة المنال، حيث تسمى “سيقه” وباللغة التركية.
خدمة الباحثين وتسهيل المراجع
أكد سموه أن “مجمع التواريخ” يُعد خدمة للباحثين. فليس من السهل عليهم التنقل بين الدول وترجمة كل هذه الوثائق. وللتسهيل عليهم، أرفق سموه للمجلدات دليل الباحث. يتضمن هذا الدليل أرقام الوثائق المتوفرة وموضوعاتها.
وشدد سموه على الباحثين بضرورة ذكر مرجع الوثيقة الأصلية في أبحاثهم. لا ينبغي أن يكون المرجع هو “مجمع التواريخ”.
ويضع سموه الوثائق الأصلية في خدمة الباحثين. ومن باب الأمانة العلمية، يُمكنهم الإشارة في مقدمة أبحاثهم فقط إلى أن الوثائق مصدرها سموه.
تاريخ عُمان ومعرض الشارقة للكتاب
كما تطرق سمو الشيخ سلطان القاسمي إلى تاريخ عُمان الغني. وأشار إلى أن كل من أتى إلى السلطة كان حريصاً على الدولة. ولهذا أطلق على تاريخ عُمان اسم “سلطان التواريخ”.
ولفت سموه إلى أنه يحرص على أن تكون إصداراته مع انطلاقة معرض الشارقة الدولي للكتاب. ويرجع ذلك إلى أهمية المعرض وسمعته في نشر المؤلفات والإعلان عنها.
كما استذكر بدايات انطلاقة المعرض قبل 44 عاماً. حينها، اشترى سموه كافة الكتب دعماً للناشرين والكتاب. ويستمر هذا الدعم سنوياً لحاجة المكتبات.
وتمنى سمو حاكم الشارقة أن يكون في كل بلد إشعاع علمي وثقافي. ودعا أبناء وبنات الدول العربية والخليجية إلى الاستفادة من هذه الأبحاث والوثائق. وذلك لدراسة وتوثيق تاريخ المنطقة بجهود أبنائها.








