الجزائر-اعتبرت الناطق الإعلامي لجائزة الشيخ حمد للترجمة، الدكتورة حنان الفياض اختيار دولة قطر ضيف شرف الدورة ال27 من معرض الجزائر الدولي للكتاب، فرصة ثمينة للنخب في البلدين للحوار وفتح النقاش حول مشاريع ثقافية مشتركة.
وقالت في حوار نشر على موقع المعرض، إن اختيار دولة قطر ضيف شرف المعرض في دورته هذه، فرصة طيبة لتسليط الأضواء على دور قطر الرائد وإنجازاتها في المجال الثقافي وما قدمته للثقافة العربية والعالمية من برامج ومبادرات ومشاريع ومؤسسات ترعى الإبداع وتشجع الفعل الثقافي والفني وتكرم المبرزين.
وأضافت، أن اختيار قطر تجسيدٌ للثقة بالمؤسسات الراعية للثقافة فيها، التي يمتد أثرها عالمياً ويجتاز حدود الجغرافيا، إذ تقدم هذه المؤسسات خطاباً ثقافياً إنسانياً يحرص على تعظيم القواسم وتمتين الجسور بين البشر.
وأشارت الدورة الفياض إلى أن النشاط الترجمي في العالم العربي، في مساحته ومخرجاته، من نظيره في الغرب، لكن السنوات الأخيرة شهدت تغيراً تدريجياً على هذه المعادلة، ومن مؤشرات ذلك انطلاق جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي عام 2015 بمبادرة من دولة قطر بهدف تنشيط حركة الترجمة كي تستعيد دورها الفعال الذي كان أحد أهم أسباب نهضة الحضارة العربية الإسلامية في عصورها الذهبية.
ويمكن القول إن الجائزة تمكنت من كسر مركزية الغرب في الترجمة من خلال تسليط الضوء على المنتج المعرفي والأدبي العربي وتقديمه للجمهور العالمي، وتشجيع التنوع الثقافي من خلال تكريم الترجمات من لغات عدة، إذ تشجع الجائزة على تقديم وجهات نظر ثقافية متنوعة، ما يسهم في تقليل التركيز على الأدب الغربي/ الأوروبي فقط.
وبينت أن الجائزة أسهمت عبر مسيرتها في مواجهة بعض التحديات التي تواجه الترجمة من العربية إلى لغات العالم، وذلك من خلال تكريم الأعمال المترجمة، وتعريف الجمهور الغربي بأبرز المؤلفين العرب، ما يزيد من فرص ترجمة أعمالهم إلى لغات أخرى، ويحسّن الفهم المتبادل بين المنتَج الثقافي العربي ونظيره الغربي، مع الإشارة إلى أن هناك اهتماماً متزايداً من قِبل الغرب بالإنتاج الأدبي والمعرفي العربي، خاصة مع تزايد الوعي بالقضايا الثقافية والاجتماعية في العالم العربي.
وتحدثت عن أبرز التحديات التي تواجه فريق الجائزة ويتم التعامل معها بما يقتضيه الأمر كلَّ دورة، وترتبط بضمان جودة الترجمة وموضوعيتها، وأهمية العمل في لغته الأم من جهة واللغة الهدف من جهة ثانية، بالإضافة إلى جذب المترجمين المتميزين وحفزهم للمشاركة، وتسليط الضوء على الترجمات ذات الجودة العالية في ظل المنافسة الكبيرة في هذا المجال.
وكشفت الفياض عن أفكار للتطوير تتضمن عدة جوانب، منها توسيع نطاق الجائزة بتوسيع الشراكات مع مؤسسات ثقافية وأكاديمية متخصصة في مجال الترجمة وأود التأكيد هنا على أننا في الجائزة نسعى وبشتى الطرق لتعزيز حضور الثقافة العربية على المستوى العالمي، وتعزيز مكانة الترجمة كفن وعلم، ودعم المترجمين المميزين في العالم العربي لتنهض الترجمة فيه من جديد بشكل يحاكي نهوضها في أزهى عصور التاريخ العربي والإسلامي.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.