الروائي سعود السنعوسي: التراث الكويتي يتضمن شخصيات مغرية للكتابة..
عمان- أكد الروائي السنعوسي، أن التراث الكويتي يتضمن شخصيات أسطورية، لكن بلا حكايات، وهي شخصيات مغرية للكتابة.
وأوضح في جلسة حوارية بعنوان «بين الكاتب والكتاب: أسفار مدينة الطين» أدارها محمد العتابي، أنه لم يتم التطرق لهذه الحكايات بأدب الكبار، إلا أنها برزت بشكل واضح في أدب الطفل.
وبدأت الجلسة التي أقيمت بمعرض الكويت للكتاب، وتابعتها صحيفة الجريدة الكويتية، بتحية لشعب فلسطين، وسلط السنعوسي خلالها الضوء على محطات من رحلته مع «أسفار مدينة الطين»، وتطرَّق إلى خروجه من منطقة الرواية إلى فضاء التلفزيون والمسرح.
واستهل السنعوسي حديثه من فكرة الثلاثية في الأدب، سواء كانت متصلة أو منفصلة، قائلاً: «لكل كاتب تجربة مختلفة في كتابة ثلاثيات روائية، كما أن لكل كاتب زاوية ينطلق منها، على سبيل المثال الأديب نجيب محفوظ في ثلاثية القاهرة انطلق من فكرة الأجيال، أنا أيضاً كانت لديَّ فكرة انطلقت من زاوية الزمن على مدار 90 عاماً في (أسفار الطين)، حيث رصدت الأحداث والتحولات، ومدى تأثيرها على الشخصية الكويتية..
بين “وعندما بدأت العمل على المشروع عام 2015 لم أضع في الحسبان أنها ستتحول إلى ثلاثية، لكن الفكرة تبلورت في عام كورونا تحديداً، حينها أيقنت أن الأحداث سوف تمتد”.
وأضاف: «لا أتصور أن الكاتب يعبِّر عن حالة واحدة. بالنسبة لي الكاتب ينطلق من بيئته، كما أن المؤلف يكتب عما يعرف، وأنا أكتب عن بيئتي. لا أنكر أنني حاولت في إحدى التجارب النزوح عن فكرة الزمان والمكان، وتحديداً في رواية (حمام الدار)، وكل ما فعلته أنني أخفيت هوية المكان، وكان المنزل عربياً والبيئة عربية، لكن بشكل عام لا يستطيع الكاتب أن ينزح أو يغادر من البيئة دون تحديد هويتها».
وعن خلق عالم أسطوري في الروايات، وتوظيفه لذلك الأمر في «أسفار الطين»، أوضح السنعوسي: «لدينا شخصيات أسطورية، لكن بلا حكايات، وهي شخصيات مغرية للكتابة، لكن لا قصة لها، ولم يتم التطرق لها في أدب الكبار، لكن برزت بشكل واضح في أدب الطفل. في الأسفار لجأت إلى الأسطورة كمفاتيح لبعض الأحداث، هذه الشخصيات وراءها حكايات وإشارات رمزية».
وحول توظيف أدواته في علامات الترقية على هامش الرواية، والتي كانت أقرب إلى حديث النفس، قال: «فكرة أن العمل كبير من حيث الحجم، وأن يكون الراوي واحداً، كانت مشكلة بالنسبة لي. أنا ككاتب أشعر بالملل من الكتابة بنفس الأسلوب، لذلك جاءت فكرة التحدي بين صادق بوحدب الراوي والشخصيات الأخرى، حيث أفسحت لكل شخصية المجال للحديث عن نفسها، ولو اضطررت لمقاطعة السارد ما بين كلمة أو اثنتين أو أربع وبين خمس صفحات، لتتحدث الشخصيات الأخرى عن نفسها ومعاناتها وأزماتها».
وحول الكتابة للمسرح والتلفزيون، أكد أن «ثمة مشكلة واجهتني عندما كتبت للدراما التلفزيونية، تمثلت في صعوبة العودة للرواية، حيث لا أستطيع أن أسرد لعدة شهور، كوني بدأت أكتب في مسلسل يعتمد على المشهدية من حيث السيناريو والحوار، لذلك فإن العودة للرواية تصبح صعبة.
بينما في الكتابة للمسرح كانت هناك فائدة، وهي تكثيف الحوار، وهذا الأمر استفدت منه في كتابة حوار للرواية، مع اختلاف الحوار المسرحي عن الروائي، لكن أتحدث عن فكرة التكثيف».
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.