الشارقة (بي إف نيوز)- كشف اختيار كوريا الجنوبية ضيف شرف “معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 ” هذا العام عن اهتمام متبادل بالثقافتين العربية والكورية، وآفاق واعدة للتعاون الثقافي بين البلدين..
وذكر بيان صحفي أن هذا الاهتمام انعكس ذلك في العديد من المظاهر، أهمها ارتفاع أعداد الإماراتيين الراغبين في تعلم الكورية، وفي المقابل شغف الكوريين الخاص بتعلم العربية، حتى لهجاتها المختلفة.
تقول جنة كيم نام تشون، وهي من كوريا الجنوبية، مترجمة وعضو جمعية الصداقة الإماراتية الكورية، وتتقن اللغة العربية “علاقتي باللغة العربية بدأت مبكرًا، كان لدي اهتمام في البداية بالإغاثة وأنشطة الأمم المتحدة، وفي هذا الإطار تعرفت على اللغة العربية، وعندما دخلت جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في سيول، وحسب نظام الدراسة كان علي أن أختار تخصصًا ثانيًا، فاخترت اللغة العربية، وفي السنة الرابعة بدأت الترجمة، وأول محاولة كانت ترجمة لقاء بين طلاب عرب ومدرسين كوريين، ومن هذه اللحظة أحببت اللغة العربية أكثر، وتعمقت في دراستها”، مشيرة إلى أنها ترجمت روايتين من الكورية إلى العربية نشرتا عن دار الصفصافة في مصر، هما “الشعير” و”ملح”.
وأوضحت تشون أن حبها للغة العربية دفعها للتعرف على اللهجات وإتقانها، قائلة “إن أول لهجة تعلمتها الشامية من خلال مجموعة من الأصدقاء، ثم اللهجة المصرية التي تعرفت عليها خلال عملي في وزارة العدل من لقاءاتي مع مصريين، ثم تعلمت “الرمسة” الإماراتية بعد تعرفي على صديقات إماراتيات”.
اللغة العربية عذبة المذاق
وترى تشون أن “اللغة العربية رائعة، غنية من حيث التعبيرات والقواعد، ولا توجد لغة أعمق منها، وتعلمها صعب ولكنه عذب المذاق”، مشيرة إلى أن عدد الكوريين المقبلين على تعلم العربية يزداد سواء كتخصص أو ثقافة، في ظل اهتمام كوري متزايد بالثقافة العربية.
وعن الفرق بين اللغتين العربية والكورية، قالت: “إن الكورية لغة صعبة، بسبب تصريف الفعل الذي تعددت وجوهه وكذلك النطق، ففي اللغة العربية الحروف متحركة، ولكن في الكورية حركات الحروف أكثر”، مشيرة إلى أن التحدث بالكورية يفتح لك قلوب الكوريين بسرعة.
تشابه الثقافتين الكورية والإماراتية
من ناحيتها، تقول الإماراتية وجدان عبدالله النقبي (24 عاما) التي تشارك في جناح “جمعية الصداقة الاماراتية الكورية” في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 “درست الهندسة في الجامعة، ومن خلال فعالية طلابية تعرفت على كوريين فأعجبتني لغتهم، والتقطت منهم بعض الكلمات، وعززت ذلك بمشاهدة الفيديو والبودكاست”.
وترى أن “اللغة الكورية صعبة، والفروقات بينها وبين العربية كثيرة، من ناحية القواعد وتركيب الكلمات، فلدينا في العربية الحرف يتغير شكله إذا تحرك موقعه في الكلمة، ولكن في الكورية لا”.
وأكدت وجدان أن معرض الشارقة الدولي للكتاب كان فرصة لإبراز مهارتها في اللغة الكورية، قائلة أن “جناح كوريا في المعرض استعان بي لترجمة جلسة شارك فيها ثلاثة كتاب، وأبدى المسؤولون الكوريون استحسانهم لعملي”، مشيرة إلى أن الكوريين فوجئوا بالإقبال على ثقافتهم، وتلقوا عروضًا للتعاون في مجال الترجمة والنشر.
وأوضحت أن “هناك تشابه بين الثقافتين الكورية والإماراتية، مثل الاحترام الكبير، حتى أن لديهم لغة خاصة للحوار مع الكبار”، مشيرة إلى زيادة عدد الإماراتيين الذين يرغبون في تعلم الكورية، وفي المقابل زيادة الكوريين الراغبين في تعلم العربية.
وذكرت وجدان أنها ومن خلال جناح “جمعية الصداقة الكورية الإماراتية” تعرّف الزوار على الثقافة الكورية من خلال ألعاب شعبية مثل لعبة “يونّوري” التي تشبه لعبة “السلم والثعبان”، و”كونغكي” التي تشبه “النرد”.
تعلم اللغة بالممارسة
بدوره، قال الدكتور حميد الحمادي، رئيس “جمعية الصداقة الاماراتية الكورية” إن “الجمعية تأسست عام 2012 كجمعية نفع عام، لتعزيز الثقافات بين البلدين، خاصة بين الشعوب”.
وأضاف أن “الجمعية قدمت العديد من المبادرات للتقريب بين الشعبين الصديقين، والعديد من الفعاليات، منها ورش عمل عن الثقافة الإماراتية، وإفطار رمضاني، وللمشاركة في يوم المرأة الإماراتية”، مشيراً إلى أن الجمعية أطلقت موقعًا عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد آل نهيان باللغة الكورية.
وأوضح الحمادي أن “الجمعية تشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب لكون كوريا الجنوبية ضيف شرف هذا العام، لتعزيز الدبلوماسية الثقافية” مشيرًا إلى أن جناح الجمعية يقدم أنشطة يومية ويشهد إقبالًا من الزوار.
وقال: “جزء من مبادراتنا تركز على التبادل اللغوي، حيث ننظم جلسات بالكورية والعربية كل أسبوعين لمن لديه لغة ويريد تعزيزها بالممارسة”.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.