افتتاح معرض فرانكفورت الدولي للكتاب وسط مقاطعة عربية
عمان (بي إف نيوز)- يعتبر معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الأكبر عالميا، ولعل نقطة اختلافه عن غيره من المعارض هي تركيزه الأساسي على استقطاب المختصين ونقاش صناعة الكتاب وعقد الشراكات والندوات.
وفي دورته الجديدة هذا العام أثار المعرض من خلال بيان له حفيظة أطراف عربية ودول إسلامية عديدة قررت مقاطعة المشاركة في فعالياته، بحسب ما ذكرت صحيفة العرب اللندنية.
وبعد يوم واحد من الإعلان عن جائزة الكتاب الألماني، انطلقت الثلاثاء فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بحضور ناتاشا بيرك موسار، رئيسة دولة ضيف شرف المعرض هذا العام سلوفينيا، في حفل الافتتاح المسائي قبل فتح المعرض للعموم.
وعقد المعرض بالتزامن مع افتتاحه مؤتمرا صحفيا حول وضع صناعة الكتاب وتحدياتها. وافتتح جناح دولة ضيف الشرف سلوفينيا الذي يقدم رؤية شاملة عن الأدب والثقافة والفنون في هذا البلد.
وتشارك في المعرض هذا العام أكثر من 4200 جهة عرض من 95 دولة. ووفقا للمسؤولين عن المعرض، فإن مبيعات التذاكر هذا العام أعلى مما كانت عليه في عام 2019، عندما وفد في ذلك الحين إلى المعرض أكثر من 300 ألف زائر.
وهذه النسخة رقم 75 من المعرض منذ الحرب العالمية الثانية. ويفتح المعرض الأربعاء أبوابه في أول الأمر أمام الزوار المتخصصين، ثم يُتاح الدخول للجماهير في عطلة نهاية الأسبوع.
وسيكون الحدث التقليدي الأبرز في نهاية المعرض، حيث سيجري منح جائزة السلام لتجارة الكتب الألمانية يوم الأحد، والتي ستذهب هذه المرة إلى الكاتب الهندي – البريطاني سلمان رشدي.
لكن الدورة الجديدة من المعرض يواكبها هذا العام جدل واسع في صفوف المشاركين العرب والدول الإسلامية التي أعلن بعضها مقاطعة فعالياته احتجاجا على موقفه مما يحدث في غزة.
بيان مثير للجدل
أثار تأجيل حفل تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شلبي في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، إدانات من مؤلفين بارزين، بينما انسحب العديد من دور النشر العربية من المعرض.
ويعد المعرض السنوي أكبر حدث تجاري للنشر في العالم، حيث يجمع الآلاف من دور النشر والمؤلفين.
وبعدما شنت حرب غزة في السابع من أكتوبر الجاري أدان المنظمون الهجوم “الهمجي” وقالوا إن الأصوات الإسرائيلية ستُعطى أهمية كبيرة في معرض الكتاب.
وفي موازاة ذلك أُعلن عن عدم المضي قدما في تنظيم حفل تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي بمنحها جائزة “ليبيراتوربريس” (LiBeraturpreis) الألمانية في المعرض.
وكان من المقرر أن تُكرم شبلي عن روايتها “تفصيل ثانوي” وهو عمل يستند إلى أحداث حقيقية لعمليات اغتصاب وقتل ارتكبها جنود إسرائيليون في عام 1949.
وتم تنظيم هذا التكريم من قبل مجموعة “ليبتروم” (Liptrom) التي تمنحه كل عام في معرض الكتاب. لكن المجموعة أعلنت أنها قررت عدم المضي قدما في حفل التكريم “بسبب الحرب التي بدأتها حماس”.
وقالت في بيان إنها تبحث عن “شكل وإعداد مناسبين للحدث في وقت لاحق”، مضيفة أن “منح الجائزة لعدنية شبلي لم يكن موضع شك على الإطلاق”.
وقال مدير المعرض يورجن بوس في بيان صحفي نشر على موقع المعرض “إن الحرب الإرهابية ضد إسرائيل تتعارض مع كل قيم معرض فرانكفورت للكتاب”.
وتابع “نريد أن نجعل الأصوات اليهودية والإسرائيلية مرئية بشكل خاص في معرض الكتاب”.
وبشأن سحب الجائزة من شبلي، أوضح بوس بأن مؤسسة “ليتبروم هي الجهة المنظمة وهي المسؤولة مسؤولية كاملة عن محتوى حفل توزيع الجوائز. ونظرا إلى الإرهاب ضد إسرائيل، تبحث المؤسسة عن مكان مناسب للحدث بعد معرض الكتاب”.
انسحابات عربية وإسلامية
غير أن القرار قوبل بإدانات واسعة في رسالة مفتوحة وقّع عليها أكثر من 600 شخص من بينهم عبدالرزاق غورنا وأولغا توكارتشوك الحائزان على جائزة نوبل للآداب، وكتاب آخرون من بينهم بانكاج ميشرا ووليام دالريمبل وكولم توبين.
وجاء في الرسالة التي نُشرت الاثنين أن المنظمين “يغلقون المجال أمام الصوت الفلسطيني”.
وأضافت الرسالة “يتحمل معرض فرانكفورت، باعتباره معرضا دوليا كبيرا للكتاب، مسؤولية خلق مساحات للكتاب الفلسطينيين لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم وتأملاتهم بشأن الأدب خلال هذه الأوقات المريعة والقاسية، وليس إغلاقها”.
وإضافة إلى المؤلفين، وقع ناشرون ووكلاء أدبيون على الرسالة.
وأعلنت بعض دور النشر العربية في نهاية الأسبوع أنها ستنسحب من المعرض الذي يستمر من الأربعاء إلى الأحد.
وقالت “هيئة الشارقة للكتاب” من دولة الإمارات، في إعلان انسحابها، “الثقافة والكتب تقفان دائما مساندتيْن لتعزيز الحوار والتفاهم بين المجتمعات”. وأضافت “نؤمن بأن هذا الدور أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى”.
وأصدرت “جمعية الناشرين الإماراتيين” بياناً مماثلاً، في حين ذكرت صحيفة “ناشيونال” ومقرها الإمارات أن “جمعية الناشرين العرب” في مصر انسحبت أيضاً.
كما أعلن اتحاد الناشرين العرب في بيان له مقاطعته للمعرض نظرًا إلى “تأييده وتبنيه العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني وموقفه المنحاز وغير العادل تجاه الأحداث المأساوية التي تشهدها المنطقة دون النظر إلى المجازر الوحشية وفرض الحصار على قطاع غزة من قطع الكهرباء والمياه والغذاء والاعتداء السافر على الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين وسقوط العديد من الشهداء والجرحى”.
كما برر الاتحاد مقاطعته للمعرض بسبب إلغاء إدارته تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شلبي، معتبرا أن ذلك “يعبر عن ازدواجية المعايير عندما تعرض الناشرون الفلسطينيون من قبل على مدار السنوات السابقة لاعتداءات وتدمير دور النشر الفلسطينية”.
كما انسحبت وزارة التعليم الماليزية من المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام متهمة المنظمين باتخاذ موقف مؤيد لإسرائيل وسط تزايد الانقسامات العالمية حول الصراع الدائر بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.
وفي وقت متأخر مساء الإثنين قالت وزارة التعليم الماليزية في بيان “الوزارة لن تغض الطرف عن العنف الذي ترتكبه إسرائيل في فلسطين والذي ينتهك بوضوح القوانين الدولية وحقوق الإنسان”.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.