الأخبارالمؤلفون

روائي كويتي يدعو لافتتاح أقسام للكتابة الإبداعية في الجامعات

عمان (بي إف نيوز)- دعا الروائي الكويتي طالب الرفاعي الجامعات العربية إلى افتتاح أقسام للكتابة الإبداعية، وتعيين كتّاب أكاديميين متخصصين في الكتابة لتقديم المادة النظرية وإدارة هذه الورش وفق طرق التدريس الحديثة.

وقال في حوار مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) عبر الإنترنت، “جامعاتنا العربية لا تزال بعيدة عن إدراك أهمية تدريس الكتابة الإبداعية، بينما الجامعات والمعاهد الأميركية والأوروبية تُزيد من الفصول الدراسية المعدة لذلك، كما تشترط بمن يدرّس مادة الكتابة الإبداعية أن يكون في الأصل كاتبا معروفا وله أعمال أدبية مشهود لها بالتميز والانتشار”.

وأضاف، “لا يُعقل ولا يصح أن يُعلّم السباحة من لا يعرفها، ولا يدرّس ويُعلم العزف على البيانو من لا يعرف ويتقن العزف، وكذلك لا يصح أن يعمل بتدريس مادة الكتابة الإبداعية من ليس بكاتب وليس له نتاج إبداعي مشهود”.

وانتهى الرفاعي مؤخرا من تأليف كتاب بعنوان (منهج الكتابة الإبداعية)، يقدم فيه العديد من التدريبات التي تساعد القارىء على تكوين معرفة منهجية حول الكتابة والخيال الإبداعي، إلى جانب تدريبات لتأهيل الراغبين في الانخراط في تجربة الكتابة.

ولفت الرفاعي إلى أنه “لا توجد في المكتبة العربية مؤلَّفات عن الكتابة الإبداعية، وما هو متاح يعتمد على المراجع الأجنبية”.

وكان هذا أحد الدوافع التي حفزته على تأليف كتابه الذي يصدر قريبا عن منشورات (ذات السلاسل) في الكويت ليصبح ضمن عناوين قليلة عالجت موضوع الكتابة الإبداعية استنادا على الخبرة والمنهجية.

خلال السنوات العشر الأخيرة، قدّم طالب الرفاعي ورشا لكتابة القصة القصيرة أو الرواية في الكويت والبحرين وباريس والشارقة ودبي وأبوظبي والأردن والسعودية وغيرها، وعلى امتداد أكثر من عقد من الزمن لدى جامعات ومعاهد ومؤسسات ثقافية واتحادات كتّاب.

 وقال “من خلال اشتغالي في الكتابة الأدبية لما يزيد عن العقود الأربعة، ومشاركتي في برنامج الكتابة الإبداعية في جامعة أيوا الأميركية، ومن ثم دراستي العليا المتخصصة لمادة الكتابة الإبداعية في جامعة كنغستون – لندن، وعملي تاليا في تدريس مادة الكتابة الإبداعية في الجامعة الأميركية في الكويت، اتضح لي بشكل جليّ عدم وجود منهج عربي للكتابة الإبداعية مؤلَّف أساسا باللغة العربية ووفق شروط المناهج التي تُدرَّس في الجامعات الأميركية والأوروبية”.

وهو يُرجع ذلك في الأساس إلى افتقار الجامعات العربية لأقسام تدريس الكتابة الإبداعية وكتبها.

والرفاعي من أبرز كُتاب الخليج، وهو روائي وقاص كويتي من مواليد عام 1958 حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة الكويت عام 1982 وشهادة الماجستير في الكتابة الإبداعية من جامعة كنغستون – لندن.

له العديد من المجموعات القصصية والروايات منها (ظل الشمس) و(النجدي) و(في الهنا) و(سمر كلمات)، وتُرجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ورأس لجنة التحكيم لجائزة البوكر العربية في دورتها الثالثة عام 2010.

وأسس طالب الرفاعي ملتقى ثقافيا، وهو صالون أدبي يعقد جلساته في منزله منذ عام 2012 بمعدل جلسة شهريا، كما ساهم في تأسيس جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، وهي أول جائزة تقدم لفن القصة في العالم العربي.

وأشار الرفاعي إلى أنه لمس في كل ورشاته رغبة وحماسة المشاركين لمعرفة المزيد عن قواعد وأسرار الكتابة الإبداعية، وطموحهم في تطوير قدراتهم الكتابية، كما لاحظ انتشار الورش في أنحاء العالم العربي، وهو ما دفعه للتفرغ لتأليف كتاب يحوي منهجا أكاديميا يصفه بأنه “متكامل” للكتابة الإبداعية.

وتحرص مكتبات كثيرة على تنظيم ورش إبداعية لروادها، منها (تكوين) في الكويت و(ديوان) و(تنمية) في مصر، فضلا عن ورش للكتابة الإبداعية تعقد في مدن مغربية وغيرها من المدن العربية.

* الموهبة والشغف

وأصدر الرفاعي عام 2018 كتابا بعنوان (مبادئ الكتابة الإبداعية للقصة والرواية)، وأشار إلى أنه في كتابه الجديد تواصل مع كتّاب يعملون في المجال نفسه، وخاصة في (برنامج الكتابة الإبداعية العالمي).

وردا على المشككين في قدرة الورش الإبداعية على أن تُخرج كُتابا موهوبين، أكد الرفاعي أن هناك جامعات ومعاهد أميركية وأوروبية عديدة تعكف على تدريس مادة الكتابة الإبداعية وتقديم ورش لها، وهو ما يؤدي إلى تطوير الموهبة حتى ولو كانت محدودة في البداية.

وعن العناصر الأهم التي تدفع الإنسان للكتابة وتطوير مادته الإبداعية وتجويدها، قال إنها تتركز في الأساس على بيئته الاجتماعية والاقتصادية منذ الصغر، وقراءاته في مرحلة الطفولة والشباب، وشغفه بالقراءة والكتابة.

وانطلاقا من هذه العناصر يمكن الاشتغال، بحسب الرفاعي، على صقل هذه المعارف الشخصية وفق منهج أكاديمي يعتمد على مادة نظرية بالتوازي مع ورش كتابة تضع نصوص الطلبة موضع النقاش والنقد والتغيير والتطوير.

وشدد على أن أي ورشة كتابة “أعجز بكثير من تخريج كاتب إن لم يكن ينطوي على شيء من موهبة، ولديه رصيد قراءات كبير ومتنوع، وأن يكون مسكونا بشغف الكتابة وحماسة تطوير نفسه لتقديم عمل إبداعي لافت”.

وقال “ما عادت الورش حكرا على الكتّاب، بل إنها في زمن منصات التواصل الاجتماعي وثورة المعلومات أصبحت ضرورة تنطق بما يخطّه رؤساء الدول، مرورا بمُلاك الشركات الكبرى، والشخصيات المؤثرة في المجتمع، والكتّاب صناع المحتوى، وأخيرا الكتّاب المتخصصين في كتابة كافة الأنواع الأدبية”.


اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading