صحيفة صينية: معرض بكين للكتاب يعمق التبادل بين الحضارات
عمان (بي إف نيوز)- أقيمت الدورة التاسعة والعشرون لمعرض بكين الدولي للكتاب خلال الفترة من الخامس عشر إلى الثامن عشر من يونيو 2023 في مركز الصين الوطني للمؤتمرات ببكين تحت عنوان “تعميق التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات”، بمشاركة ألفين وخمسمائة دار نشر ومؤسسة ثقافية من ست وخمسين دولة ومنطقة عبر الإنترنت وخارجها، وعلى مساحة عرض بلغت 9ر51 ألف متر مربع.
وذكرت صحيفة “الصين اليوم” أن عدد الكتب المعروضة قد تجاوز مائتي ألف عنوان لكتب صينية وأجنبية. بالإضافة إلى ذلك، أقيم على هامش هذه الدورة لمعرض بكين الدولي للكتاب أكثر من ألف نشاط للتبادلات الثقافية وتبادل حقوق النشر وتشجيع الجمهور على القراءة، وسلسلة من الندوات الأدبية وحفلات إصدار الكتب ومراسم توقيع اتفاقيات التعاون في نشر الكتب. بواسطة الكتب، تعمقت التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات عبر معرض بكين الدولي.
اندماج بين الثقافات والحضارات
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والجزائر والذكرى السنوية الستين لإرسال الصين أول بعثة طبية لها إلى الجزائر، وقد شاركت الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في هذه الدورة للمعرض باعتبارها الدولة ضيفة الشرف.
بلغت مساحة جناح الجزائر خمسمائة متر مربع تقريبا، وعُرض فيه 814 عنوانا للكتب في مجالات الأدب والفن والتراث والتاريخ والهندسة المعمارية والأطفال وغيرها، من موضوعات العلوم الإنسانية والطبيعية، باللغات العربية والأمازيغية والإنجليزية والفرنسية. وتم توزيع 1769 كتابا منها في ختام المعرض على مؤسسات ثقافية وجامعات ومكتبات صينية.
كما نظمت سفارة الجزائر لدى الصين فعاليات متنوعة حول التبادلات الثقافية تحت شعار “الجزائر- بكين، ملتقى الثقافة والحضارات” في جناح الجزائر، ومنها عرض للأزياء الجزائرية التقليدية وعرض للأشغال الفنية اليدوية وعرض للتراث الثقافي المادي وغير المادي وعروض موسيقية، إضافة إلى “ليلة الجزائر للتبادل الأدبي بين الصين والجزائر” ومحاضرات حول الأدب والسينما في الجزائر وندوة حول نهج الجزائر في النشر وحماية التراث الثقافي.
سفير الجزائر
قال سفير الجزائر لدى الصين حسن رابحي، إن الجزائر باعتبارها مكانا تلتقي فيه مختلف الحضارات، يتميز شعبها بالشمول والعصرنة بدرجة عالية. توفر مشاركة الجزائر في هذه الدورة من معرض بكين الدولي للكتاب مزيدا من الفرص للشعب الصيني لمعرفة الثقافة الجزائرية، وترغب الجزائر في أن تعمل على تهيئة أجواء ثقافية شاملة مع جهود الجانب الصيني ونشر مفهوم القيم المشترك للجانبين ونشر روح طريق الحرير ودفع مواصلة تطوير العلاقات الودية بين البلدين، انتهازا لفرصة المشاركة في المعرض.
رابطة الناشرين الصينيين
وقال رئيس مجلس رابطة الناشرين الصينيين وو شو لين في حفل افتتاح فعاليات جناح الجزائر بالمعرض، إن وجود الجزائر كالدولة ضيفة الشرف لهذه الدورة من المعرض أتاح لها فرصة لعرض تاريخ الجزائر العريق وحضارتها الزاهية وثمار التبادلات الصينية- الجزائرية في مجال النشر، ما عزز التبادل والتعاون في الأدب والفن والعلوم والثقافة بين البلدين، والتفاهم بين الشعبين الصيني والجزائري.
وأضاف قائلا: “نثق بأن فعاليات جناح الدولة ضيفة الشرف قد لعبت دور جسر للتفاهم والتواصل بين قلوب الشعبين الصيني والجزائري، ووضعت أساسا ثقافيا عميقا للصداقة والتنمية الطويلة المدى للبلدين في المستقبل.”
وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية
قالت وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية الدكتورة صورية مولوجي، إنه منذ توقيع “اتفاقية التعاون الثقافي بين الجزائر والصين” في عام 1963، استمر تعظيم العديد من المعارض الفنية والتظاهرات الثقافية المشتركة، ومن أهمها استضافة الجزائر الصين كضيف شرف في صالون الجزائر الدولي للكتاب في عام 2018، والذي كرّم الأديب الصيني الشهير موه يان الحائز على جائزة نوبل للأدب لعام 2012 بأعلى وسام للاستحقاق الوطني “وسام الأثير” تقديرا له على إسهامه الأدبي الرفيع.
وأضافت قائلة: “نشكر الصين على هديتها القيمة للجزائر والمتمثلة في الصرح الثقافي الكبير ’أوبرا الجزائر‘ حيث يعتبر هذا الصرح الثقافي عربون محبة وصداقة بين بلدينا وشعبينا، وعنوانا لمواصلة التعاون والتبادل في مجال الثقافة والفنون. ونجدد العزم ونؤكد العهد على تكثيف التعاون المثمر والمستمر في شتى الشؤون الثقافية التي ستمكن من تطوير الإمكانات المتاحة لبناء المزيد من الجسور الإنسانية بين الشعبين الصديقين.”
حفل إشهار الطبعة الصينية
احتفالا بالذكرى السنوية الستين لإرسال الصين أول بعثة طبية لها إلى الجزائر، أقامت دار دولفين للنشر التابعة للمجموعة الصينية للإعلام الدولي حفل إطلاق الطبعة الصينية لكتاب ((قصص دافئة على طول “الحزام والطريق”.. الأمهات الصينيات لـ”سينوفاس”)) وحفل توقيع اتفاقية التعاون في إصدار الطبعة الفرنسية للكتاب، في جناح الجزائر، تقديرا لدفعات البعثة الطبية التي أرسلتها حكومة الصين إلى الجزائر خلال أكثر من نصف القرن. قيل إن كلمة “سينوفاس” تعني “الصيني” أو “الصينيين” في اللغة الفرنسية، وتشير إلى الأولاد الذين قامت الطبيبات الصينيات بتوليد أمهاتهم، ويبلغ عدد الـ”سينوفاس” في الجزائر أكثر من عشرة آلاف فرد.
ويسرد هذا الكتاب القصص الرائعة للبعثة الطبية الصينية في الجزائر والـ”سينوفاس” المحليين، ليعكس السعادة الملموسة والمرئية لشعوب الدول المشاركة في بناء “الحزام والطريق”.
التعاون والتبادل في مجال النشر
جذبت هذه الدورة من معرض بكين الدولي للكتاب مشاركة عارضين صينيين وأجانب. ومن بين الألف وخمسمائة عارض الذين شاركوا في المعرض خارج الإنترنت، كان 60% منهم دور نشر ومؤسسات ثقافية أجنبية. أقامت أربع عشرة دولة، منها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا وألمانيا واليونان واليابان أجنحة خاصة لكل منها. وقد أبدت مجموعة Elsevier الهولندية للنشر المتعدد الوسائط وشركة Wiley الأمريكية للنشر وغيرهما من أكثر من خمسين مؤسسة دولية ضخمة للنشر، حماسة في التبادلات والتعاون الثقافي الدولي، وجسّدت شركات تنسنت ونتإيز ومجموعة يويون الصينية وغيرها من الشركات المتخصصة في الألعاب الافتراضية والأدب على شبكة الإنترنت، القوة الحيوية الجبارة للتنمية المبتكرة في مجال النشر.
ألف عنوان من الإصدارات
في جناح رابطة التعاون في النشر لدول البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”، عرض أكثر من ألف عنوان من الإصدارات من دول البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”. قالت هوانغ رونغ نائبة مدير قسم التسويق لدار النشر التابعة لجامعة رنمين الصينية، إن رابطة التعاون في النشر لدول البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” تضم في عضويتها أكثر من ثلاثمائة مؤسسة، منها أكثر من مائتين وستين مؤسسة أجنبية للنشر، وتغطي كل الدول الواقعة على طول “الحزام والطريق”، كما تغطي بعض المناطق باللغات الأخرى. وأعربت هوانغ عن أملها في تحقيق التواصل بين قلوب الشعوب من خلال التعاون في النشر.
قال جيرمي نورث الرئيس التنفيذي لأعمال الكتب العالمية لمجموعة تايلور وفرانسيس البريطانية للنشر، إن مجموعته قد أقامت شراكة تعاونية وصداقة ثابتة مع كثير من المؤسسات الصينية للنشر، ويتوسع حجم النشر بلا انقطاع، وتنشر مزيدا من المؤلفات الصينية باللغة الإنجليزية في أنحاء العالم، بينما تترجم عددا متزايدا من الكتب الأجنبية إلى اللغة الصينية وتعرف القراء الصينيين بها.
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لانتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح، وقد شرح السيد شياو فنغ هوا رئيس دار رنمين للنشر بمقاطعة قوانغدونغ في مراسم توقيع اتفاقية نشر الطبعة العربية لكتاب ((الأسد المستيقظ: آراء المشاهير الدوليين في التغيرات العظيمة خلال الأربعين سنة منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين))، إن هذا الكتاب الذي يعرض منجزات تنمية الصين قد تم إصداره باللغات الصينية والإنجليزية والروسية.
وقال مسفر فلاح السبيعي رئيس مجلس إدارة مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع ومقرها السعودية: “إن توقيع اتفاقية نشر الطبعة العربية لهذا الكتاب سيساعد على تعريف الشعوب العربية بقصص تنمية الصين والتجارب الناجحة فيها بشكل عميق، ونأمل في إدخال ونشر مزيد من الكتب الممتازة في المستقبل.” وقال السيد علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية بالإمارات، إن المنجزات التي حققتها الصين في مختلف المجالات مثيرة للإعجاب، وتولي الإمارات اهتماما عاليا للعلاقات الثابتة التي أقامتها مع الصين منذ سنوات عديدة. وستعمل مع هيئة الصين الوطنية للإعلام والنشر على تعزيز التعاون في الترجمة بين الصين والإمارات. وسيبذل الجانبان جهودا مشتركة في تعزيز التبادلات في مجال النشر والصناعة الثقافية، لمواصلة دفع التبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات.
مجموعة بيت الحكمة
وفي المؤتمر الصحفي لثمار مشروع الترجمة المتبادلة والنشر للمؤلفات الكلاسيكية الصينية والعربية، قال أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية بمصر: “إن مشروع الترجمة المتبادلة والنشر للمؤلفات الكلاسيكية الصينية والعربية الذي طرحه الرئيس شي جين بينغ، يهدف إلى تعزيز التعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات، وله مغزى مهم في تعزيز التعارف والتفاهم بين الشعب الصيني والشعوب العربية بما فيها الشعب المصري. ونرغب في إظهار مزايانا في معرفة سوق النشر في الدول العربية، لنقوم بدور الوسيط من أجل تنفيذ هذا المشروع وإنجازه.”
وفقا للإحصاءات المبدئية، تم توقيع 2000 اتفاق للنشر الصيني- الأجنبي خلال هذه الدورة من معرض بكين الدولي للكتاب، ومنها 1387 اتفاقية تصدير حقوق النشر، و502 اتفاقية استيراد حقوق النشر، و111 اتفاقية للتعاون في الإصدار. وبلغ عدد الزوار أكثر من مائتين ألف شخص/ مرة.
جدير بالذكر أن الدورة الحادية والعشرين لمهرجان بكين الدولي للكتاب أقيمت أيضا في نفس مكان وفترة معرض بكين الدولي للكتاب، وتسابق الزوار وخاصة الآباء والأمهات مع أولادهم لشراء الكتب في هذه الدورة من المعرض. وأقيم معرض كتب الأطفال المصورة ومعرض الكتب الفنية ومعرض كتب الأطعمة اللذيذة وسوق الهدايا العالمية ومعرض الأناناس الدولي للرسوم الفنية. كما تم إنشاء “جناح الإصدار على شبكة الإنترنت” لأول مرة، لعرض دفعة من المنتجات والخدمات والأنماط الجديدة للتنمية المندمجة في مجال النشر، وتوسيع قنوات توجه الثقافة الصينية نحو الخارج. لقد كانت هذه الدورة من معرض بكين الدولي للكتاب مهرجانا ثقافيا دوليا ضخما جمع بين تبادل حقوق النشر وعرض الكتب والتبادلات الثقافية والندوات المتخصصة وتعميم القراءة وغيرها من الوظائف.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.