الأخباردور نشر

مدير دار الشروق:  النشر صناعة إبداعية ثقافية كبرى، ومهنة وصناعة لها روح

أبو ظبي (بي إف نيوز)- قال مدير دار الشروق للنشر الدكتور أحمد بدير، إن النشر صناعة إبداعية ثقافية كبرى، وهي مهنة وصناعة لها روح، ولابد لمن يمتهنها أن يقع في عشقها ويخلص لها..

وأضاف أن ركائز النشر الرئيسية هي حرية التعبير واحترام وحماية حقوق الملكية الفكرية وتشجيع القراءة واحترام الحقيقة والعلم والقراءة، والوقوف فوق رصيد هائل من قدرات وتنوع الكتب والأدباء والمبدعين والفنانين العرب بحاضرهم المتنوع الغني وما يصلح ويبقى من كنوز ماضيهم بانفتاح كامل واعى على حركة النشر والتأليف العالمية وعلى التطورات المتشاركة في تقنيات الصناعة والتواصل بكل أنوعها.

وأوضح في مقابلة مع موقع  24 الإماراتي، أن النشر انعكاس ومرآة للحركة الثقافية وتطورات المجتمعات خاصة في مجالات التعليم والحريات والاقتصاد وباقي مفردات القوى الناعمة، وأولى خطوات النجاح العالمي تأتي من النجاح المحلي الفعلي، فمعظم نماذج النجاح والتميز العالمي تحقق نجاحاً وتميزاً كبيراً محلياً أولاً.

وبين الدكتور بدير لكي ننجح محلياً لابد أن يتطور ويرتفع مستوى التعليم، خاصة تعليم اللغة، واللغة العربية أولاً، فنحن نقرأ باللغة ونفكر باللغة ونتكلم ونتحاور بها، وحال اللغة العربية وحال تعليم وإجازة اللغة العربية ومناهجها وطرق تدريسها واعتماد المجتمعات عليها ليس مرضياً إلا في بعض الدول العربية، وعلى العكس تماماً في بعضها الآخر، ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر للآثار السلبية العديدة لذلك لا على حركة النشر فقط بل على مستقبلنا الفكري والعلمي والثقافي، وإلى جانب القراءة فإن ركيزتي صناعة النشر -كما قرر اتحاد الناشرين الدولي من تأسيسه في نهاية القرن التاسع عشر- هما حرية النشر وحقوق الملكية الفكرية.

وأشار مدير دار الشروق للنشر إلى أن الإنتاج العربي يقل كثيراً عن 7 في الألف من حركة النشر الدولية، وأما عن إسهام العالم العربي في الصناعات الإبداعية والثقافية، فمن الصعب النظر إلى واقع صناعة النشر في العالم العربي، كوحدة لها نفس الظروف والصفات رغم العديد من المحاولات خاصة من اتحاد الناشرين العرب، فالواقع الحالي شديد التباين والاختلاف، وقليل من الدول العربية تبذل جهوداً ملموسة في تحديث ازدهار صناعة النشر بخطوات تؤكد حسن إدراكها لأهمية النشر والصناعات الإبداعية، وتعمل على تنميتها وعلى التكامل العربي والانفتاح الدولي، ويظهر ذلك جلياً في اهتمام حكوماتها بالناشرين والمؤلفين، وتخصيص جوائز سنوية لمختلف فروع النشر والتأليف والترجمة وتطور معارض الكتب فيها، ومشاركة مشهودة في المعارض الدولية.

فيما تعاني دول أخرى من مشكلات ، إلى جانب تأثر دول أخرى كانت سباقة في دخول ميادين النشر عربياً ودولياً منذ سنوات طوال، من ظروف ومشكلات وأزمات اقتصادية تؤثر تأثيراً بالغ السلبية على النشر والقراءة، ما يجعل الواقع بالإجمال بعيداً عن آمالنا، لدرجة أن كل الإنتاج العربي يقل كثيراً عن 7 في الألف من حركة النشر الدولية وعن إسهام العالم العربي في الصناعات الإبداعية والثقافية رغم الإمكانات المتنوعة.

وحول النشر الإلكتروني، قال الدكتور بدير، إنه عالم سحري يُفتح أمام حركة النشر، ويتطور، وسيظهر فيه أو من خلال الذكاء الاصطناعي و”تشات جي بي تي” الكثير، وستزداد أهميته ويتعاظم تأثيره، وفوائده بالنسبة للدول الناشئة في هذا المجال والنامية اقتصادياً كبيرة ومفيدة، وما زالت مكانته والإقبال عليه في العالم العربي بالغ الضعف، لكن أتوقع أن يزيد مع الأجيال الجديدة، بل إني أعلق عليه آمالاً أكبر مما أتوقع للكتاب الورقي، الذي يستميت البعض في الدفاع عنه بحسن نية، ونوع من الحنان لما تعودت عليه الأجيال السابقة!

 رغم أن إجمالي حركة النشر والتأليف والقراءة في العالم العربي لم تزد يوماً عن 7 في الألف من حركة النشر في العالم، وكانت في بدايات القرن العشرين أقل من ذلك بكثير، أرجو أن يتشجع الناشرون العرب في الاهتمام بالنشر الكتروني والأخذ بوسائله ومحاولة ترويجه وتطويره، وأن تقوم الحكومات العربية بدورها الهام في مساندته وتحفيزه في بداياته حتى يجد الطريق والمعادلة الاقتصادية السليمة، وأن تقوم الحكومات العربية بمسؤولياتها وحدها في سن التشريعات العصرية وحماية حقوق الملكية الفكرية، والحماية من سوء الاستخدام.


اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading