الدكتور آل رشي يكتب: اعترافات مشارك من ألمانيا في معرض الدوحة للكتاب
الدوحة (بي إف نيوز)- وصف الدكتور علاء الدين آل رشي، عضو في اللجنة العربية لحقوق الإنسان عضو في رابطة أدباء الشام بريطانيا، معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي اختتمت فعالياته الشهر الماضي، أنه بالنسبة لعشاق المعرفة كنور مصباح يضيء عتمة جو بات أسير الصور المرئية وليس النص المكتوب..
وقال في مقالة له نشرت اليوم في صحيفة الشرق القطرية ” في كل عام تفاجئنا بعزيمة الجهات المنظمة والمشرفة بمزيد من المحفزات التي تحث على ارتياد المعرض وحث التجاوب معه، والمعرض تبدو فيه همة واضحة من سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وقد رأيته يجوب المعرض ويقف مع الناشرين ويتجول بصحبة السفراء ويبتسم ويسجل حضورا عفويا بعيدا عن أي تكلف لرجل مسؤول رفيع المستوى..”
وتاليا نص المقال:
منذ أكثر من عقد ونصف وأنا شديد الحرص على مشاركتي في معرض الدوحة للكتاب وقد ودعت معرض الدوحة الدولي للكتاب الدورة ٣٢ | ١٢ – ٢١ يونيو ٢٠٢٣ منذ أيام عائدا إلى بلدي ألمانيا؛ ويأتي هذا المقال في سياق بوح مشارك من أوروبا في معرض للكتاب يقام في بلد عربي.
أردت بكلماتي هذه مشاركة الآخرين ما لمسته في معرض الدوحة الدولي للكتاب من فخامة التنظيم وحسن التخطيط والرعاية، ورحابة صدر الدولة في التعامل مع عالم الأفكار، بالإضافة إلى حرية الفكر التي لم أجدها في بعض المعارض الأخرى.
وفي كل عام أقول:
يا قلبي كن متحفزا للانطلاق إلى دوحة الخير وذر الذين عليهم أن يتخلفوا، وكما يقول طاغور: إن البرعم يتوق إلى الليل والندى؛ غير أن الزهرة المتفتحة تنادي النور ليخلصها فحطم قيودك أيها القلب وانطلق.
معرض الدوحة الدولي للكتاب بالنسبة لعشاق المعرفة كنور مصباح يضيء عتمة جو بات أسير الصور المرئية وليس النص المكتوب..
تأملت وجوه بعض من كان يزور المعرض وبدأت جملة من الأسئلة تحوم في رأسي..
من دعا هذه الجموع الغفيرة إلى أرض المعرض على الرغم من سطوة المرئي وحضوره ومنافسته؟
من وراء هذه النسوة وهؤلاء الرجال ومن الذي دفع بأم تمسك أطفالها ويقومون بزيارة لأرض المعارض وكأنهم في نزهة كانت هذه الاستعلامات المخفية تدق عقلي وإذا بجيوش كلمات العقاد تقتحم ذاكرتي عندما علل استفسارا لماذا يهوى القراءة فأجاب: وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة.
والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد؛ لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب …
فكرتك أنت فكرة واحدة …
شعورك أنت شعور واحد …
خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك …
ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى، أو لاقيت بشعورك شعورًا آخر، أو لاقيت بخيالك خيال غيرك … فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين أو أن الشعور يصبح شعورين، أو أن الخيال يصبح خيالين …كلا … وإنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات من الفكر في القوة والعمق والامتداد.
نعم كل من يهوى القراءة هو من أصحاب الريادة والحس المرهف…
ومن باب المصارحة في كل عام تفاجئنا بعزيمة الجهات المنظمة والمشرفة بمزيد من المحفزات التي تحث على ارتياد المعرض وحث التجاوب معه..
المعرض تبدو فيه همة واضحة من سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وقد رأيته يجوب المعرض ويقف مع الناشرين ويتجول بصحبة السفراء ويبتسم ويسجل حضورا عفويا بعيدا عن أي تكلف لرجل مسؤول رفيع المستوى..
وكذلك لإدارة المعرض ممثلة بالأستاذ جاسم البوعينين الذي كان حريصا على تسهيل كل ما يدعم الناشرين بل كان يتابع أدق التفاصيل …
لقد أبدعت دولة قطر في هذا المعرض حيث تجلى ذلك في فخامة تنظيم المعرض وتقديمه بشكل منسق وحضاري وجذاب، وكان ضيف الشرف لهذا العام المملكة العربية السعودية، كما تم خدمة التعريف بالكتاب والناشر وتقديم الكتب على أنواعها وأشكالها بطريقة جذابة وترتيبها بشكل واضح،مما جعل الزوار يستمتعون بتجربة ممتعة ومثيرة للاهتمام.
لقد صوبت حكومة قطر بصرها إلى نور المعرفة وأخذتها بريق العلوم إلى نجومية متفردة حيث لفت انتباهي رحابة صدر الدولة تجاه الثقافات المختلفة والإعلام الحُر، حيث فسحت الكتب من جميع أنحاء العالم، بغض النظرعن الأصل الإثني، مما يشجع على التعاون والحوار الهادف والمفتوح بين المتحرين والقراء. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم تقديم الكثير من الفعاليات الثقافية المتنوعة، مما يدعم النشاط الثقافي والإبداعي في البلد ويحسن تقديم الوجه الحضاري لقطر..
من الواضح أن مثل هذه الأحداث والفعاليات الثقافية تعزز الحرية الفكرية وتساهم في تعزيز التواصل والحوار بين الثقافات المختلفة في المجتمع.
وقد شعرت أن هذا هو السبب في أن معرض الكتاب بالدوحة يعد أحد أفضل المعارض الثقافية في العالم.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.