معرض الشارقة للكتاب 2025 يحافظ على صدارته العالمية بـ 1.4 مليون زائر
عمان-بعد 12 يوماً من الفعاليات، أسدل معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 الستار على دورته الـ 44، بعد أن تحوّلت خلالها إمارة الشارقة إلى وجهة لصنّاع المعرفة والكتاب.
أعلن المعرض في بيان صحفي استضافة 1,400,730 زائراً من 206 جنسيات. شارك في الدورة أكثر من 2350 ناشراً وعارضاً من 118 دولة. بالإضافة إلى ذلك، استكمل المعرض مشروعه الحضاري الكبير.
حافظ المعرض للعام الخامس على التوالي على لقب الأكبر عالمياً. هذا اللقب كان على مستوى بيع وشراء حقوق النشر. مؤتمر الناشرين جمع 1599 ناشراً من 116 دولة. عقدوا 3321 اجتماعاً خلال 14 ساعة عمل.
إحصائيات قياسية وتنوع في الحضور
تصدرت الهند والإمارات وسوريا ومصر والأردن قائمة الجنسيات الأكثر حضوراً. أما من حيث الفئات العمرية، فشكّل الزوّار بين 35 و 44 عاماً النسبة الأكبر. بلغت هذه النسبة 29%. تلتها فئة 25 إلى 34 عاماً بنسبة 28%. ومن جهة أخرى، بلغ حضور الفئة العمرية من 54 إلى 60 عاماً نحو 12%. استقبل المعرض 125,890 طالباً. بلغت نسبة الرجال من زوار المعرض 51%. في المقابل، شكلت النساء 49% من إجمالي الزوّار. استقبل المعرض عبر وسائل النقل البحري 87,674 شخصاً. توافدوا من نقاط تجمع؛ القصباء ومربى الأحياء المائية في الشارقة.
نسب رضا مرتفعة ودعم مالي للثقافة
حقق المعرض نسب رضا عالية من مختلف فئات الزوار والمشاركين. عبّر 96.3% من الزوّار عن رضاهم عن تجربتهم في المعرض. وعلاوة على ذلك، أعرب 90.91% من العارضين عن رضاهم عن مستوى التنظيم والمشاركة. بلغت نسبة الرضا في مؤتمر الناشرين 97.14%. هذا يعكس الثقة المتزايدة بالمحتوى والفرص التي يوفرها المعرض سنوياً.
وفي مشهد يجسّد رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وجه سموه بتخصيص 4.5 ملايين درهم. هذا المبلغ لتزويد مكتبات الشارقة العامة والحكومية بإصدارات المشاركين. بالتالي، هذا يعزز محتواها وإثراء لمصادرها بمطبوعات عربية وأجنبية متنوعة. أعلنت هيئة الشارقة للكتاب إعفاء دور النشر السودانية من رسوم المشاركة في الدورة الـ 44. هذه خطوة تعكس التزام الشارقة بدعم الناشرين العرب. هذا الدعم لمواجهة التحديات وتوسيع فرص وصول الأدب السوداني.
تجربة معرفية ركزت على القارئ (أحمد العامري)
قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي للهيئة: “قدّم معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين تجربة ركّزت على القارئ”. هو المحور الأساسي للمعرفة. فمن خلال شعار “بينك وبين الكتاب” عاش الزوّار تجربة شخصية مع القراءة. وجد كل قارئ مساحة حية تفاعل معها بطريقته. اكتشف من خلالها ما يعبّر عن ذاته ويغذي فضوله المعرفي.
وأضاف العامري: “شكّل التنوع الثقافي الذي شهده المعرض موقع الشارقة الراسخ”. هي مركز عالمي للحوار الإنساني. هذا يعكس رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. بالإضافة إلى ذلك، تتبنى الهيئة رسالة واضحة بتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي. الرسالة هي أن المعرض مساحة تلتقي فيها المعرفة مع الثقافة. يجد فيه القارئ ما يغذي فكره ويقوّي صلته بالعالم من حوله.
تكريم شخصية العام واحتفاء بضيف الشرف
شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب تكريم الكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي بلقب “شخصية العام الثقافية”. هذا تقدير لمسيرته الطويلة وإسهاماته الواسعة في مجالات المسرح والرواية. هذا التكريم لحضوره المؤثر في المشهد الفكري. كما احتفى المعرض باليونان ضيف شرف دورته الـ 44. قدم للزوّار برنامجاً ثقافياً متنوعاً. وفي الواقع، أضاء البرنامج على إسهامات اليونان في مسيرة الحضارة الإنسانية. اليونان شاركت بجناح وطني امتد على مساحة 200 متر مربع. صمم الجناح بروح العمارة الإغريقية الكلاسيكية. ضم الجناح 58 ناشراً ومؤسسة ثقافية. عرضت اليونان 600 عنوان باليونانية و بترجمات عالمية.
حصاد الفعاليات والأنشطة الإبداعية
قدم المعرض أكثر من 1200 فعالية. تنوعت بين الجلسات الحوارية والقراءات الأدبية. بالإضافة إلى ذلك، قدم 750 ورشة عمل عبر 28 ضيفاً من 9 دول. وضمن البرنامج الثقافي، استضاف “مقهى الشعر” أمسيات شعرية بثماني لغات مختلفة. هذه اللغات شملت العربية واليونانية والإنجليزية والروسية. قدم 14 طاهياً عالمياً 35 جلسة طبخ حي في “ركن الطهي”. وكذلك، شهد المعرض توقيع أكثر من 1000 إصدار جديد في “ركن التواقيع” وضمن أجنحة المعرض.
عروض مسرحية وتفاعلية جمعت بين الترفيه والتعليم
شهدت الدورة الـ 44 من المعرض حضوراً لافتاً للعروض المسرحية والتفاعلية. العروض جمعت بين الترفيه والتعليم. عرض “مختبر العلوم 360°” قدم تجربة علمية بقيادة عبدالله عنان. حيث حولت خشبة المسرح إلى مختبر حي. قدم خلاله سلسلة من التجارب الكيميائية الحية بأسلوب جذاب. كما استمتع الزوّار بالمسرحية الخيالية “الخشيشة” (Hide and Seek). أخذت الجمهور في رحلة داخل مصنع تكنولوجي مبتكر. بالإضافة إلى ذلك، التقى جمهور المعرض مع الموسيقار محمد القحوم.
تجارب مبتكرة ومنصات إعلامية جديدة
قدم معرض الشارقة الدولي للكتاب تجارب جديدة. من أبرزها “صيدلية الشعر”. هي تتيح للزوار الحصول على وصفات شعرية مخصصة لحالاتهم المزاجية. يجد الزائر قصائد مختارة بالعربية والإنجليزية. تقدم القصائد بوصفها علاجاً أدبياً للروح.
كما شهد المعرض للمرة الأولى إطلاق محطة الحديث الصوتي “البودكاست”. هي جمعت عدداً من أبرز البرامج الصوتية العربية. ووفرت مساحة جديدة للحوار والمحتوى المسموع. استحدثت الدورة الـ 44 “أكاديمية التواصل الاجتماعي – بوب أب”. هذه منصة تفاعلية جمعت التعلم والإلهام والترفيه. هذا عبر 24 جلسة يقودها مؤثرون وخبراء.
وشهدت الدورة حضوراً لافتاً لعدد من الكتّاب والمفكرين. بالإضافة إلى ذلك، حضر نخبة من نجوم الفن والأدب. منهم النجم العالمي ويل سميث والدكتور سلطان العميمي. وكذلك حضر الدكتور زاهي حواس والكاتب طالب الرفاعي.
ختاماً، أطلقت هيئة الشارقة للكتاب ختمًا خاصًا. هذا بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية. هذا الختم يوضع على جوازات سفر القادمين والمغادرين عبر المطار. هو يحمل شعار الدورة الـ 44.
مؤتمرات ودورات مصاحبة للمعرض
سلط “مؤتمر الناشرين” الضوء على واقع النشر العربي ودوره الثقافي. على سبيل المثال، تناول المؤتمر ورش نشر كتب الأطفال. ناقش أيضاً دور الناشرين العرب في دعم أهداف التنمية المستدامة. وسجلت الدورة أكبر حضور للناشرين الأفارقة خارج إفريقيا.
شهد “مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات” حضور 400 متخصصاً. هم من الأكاديميين وأمناء المكتبات من 30 دولة. قدموا نقاشات حول تطوير بيئات المعرفة. أخيراً، نظمت الهيئة “الدورة التدريبية للناشرين العرب والأفارقة”. هي بالتعاون مع جامعة نيويورك. شارك فيها 161 ناشراً من 18 دولة. ركّز البرنامج على إدارة المحتوى الصوتي وتطوير استراتيجيات التوزيع.








