الكاتب التونسي: دور الرواية يتجاوز الترفيه لتقديم معرفة دقيقة بالإنسان

الشارقة – أكد الكاتب التونسي شكري المبخوت، الحائز على جائزة “البوكر” 2015، أن الرواية تتجاوز حدود الترفيه. فهي تقدم معرفة عميقة لا تستطيع العلوم الأخرى توفيرها.

جاء ذلك خلال في تصريح صحفي لصحيفة المصري اليوم أثناء مشاركته في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025.

وشدد المبخوت، عقب جلسة “سرديات الهوية والتاريخ”، على أن الرواية تكتب التاريخ النفسي وتاريخ أوجاع الإنسانية. وهي بذلك تمنح صوتاً لمن همشهم التاريخ الرسمي.

الهوية: المحور الأساسي للرواية

أوضح المبخوت أن الانشغال الأساسي لجميع الروايات هو “الهوية”. وهذا يرتبط ببناء مسارات نفسية واجتماعية للشخصيات. كما بيّن أن الرواية تبني هويات لأفراد يمثلون الهوامش الاجتماعية. لأن الأبطال في الرواية يبحثون عن المعنى في عالم بلا قيم أصيلة.

وأشار إلى أن الرواية تنظر إلى الشخصيات في ارتباطاتها الطبقية والعرقية. وعندما تتفاعل مع هذه المعطيات، فإنها تبني هويات جماعية جديدة. مثل هوية المنفيين أو اللاجئين. لذا، تعمل الرواية على تراكم الذاكرات الفردية لتكوين ذاكرة جماعية.

الرواية تقدم التاريخ المضاد

أكد المبخوت أن الرواية تكتب تاريخاً لا يستطيع التاريخ الرسمي كتابته. فالتاريخ له معايير وتقنيات في رصد الأحداث. لكن الرواية تبني على الذاكرة والجانب الفردي. فهي تتبنى أحلام وأوهام الأفراد التي يقصيها التاريخ الرسمي.

وشدد على أن الرواية لا يمكن أن تزعم المنافسة على كتابة التاريخ بالمعنى العلمي. لكنها تلتقي معه في أنها رواية لزمن ما. إنها تمنح فسحة واسعة لكتابة التاريخ المضاد.

قضايا المنطقة تتشابك

أشار الكاتب إلى أن أعماله الروائية عن التاريخ والسياسة التونسية تتناول قضايا المنطقة العربية كلها. وأكد أن الإنسان هو الإنسان في كل مكان. فحينما ترجمت روايته “الطلياني” إلى الإيطالية، وجد القارئ الإيطالي فيها أشياء اعتقد أنها خاصة ببلده.

وخلص إلى أن الأدب يتمتع بقدرة على جذب القارئ وإثارة خياله. وهذا يمكنه من إعادة التفكير في واقعه، حتى لو لم يتحدث العمل عن واقعه مباشرة.