أخبارمعارض الكتب

معرض الشارقة للكتاب يحتفي بـ الطيب صالح.. وإطلاق الطبعة المعدلة لأعماله السردية..

الشارقة احتفت جلسة حوارية، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ 44، بأعمال الأديب السوداني العالمي الطيب صالح.

وأكد المشاركون في الجلسة أن هذه الأعمال تمثّل علامة فارقة في مسار الرواية العربية. حيث أعادت الأدب إلى جذوره الريفية. كما ارتقت بالسرد العربي إلى العالمية بأسلوب يجمع بين الواقعية والأسطورة.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “الطيب صالح: بصمة سودانية.. وأثر عالمي خالد”. نظّمتها مجموعة كلمات للاحتفاء بإطلاق الطبعة المعدلة من أعماله السردية، ونقلها موقع “الشارقة 24”.

وتضم هذه الطبعة رواياته “عرس الزين”، و”موسم الهجرة إلى الشمال”، و”منسي”، و”بندر شاه”. وشارك في الجلسة النقّاد والكتّاب مجذوب عيدروس، ومحمد خلف، وعادل بابكر.

إثراء السرد العربي بالتقنيات الحديثة

استهلّ الناقد والصحافي مجذوب عيدروس حديثه بقراءة جديدة لسيرة الطيب صالح. كما أشار إلى إسهاماته النوعية في تطوير السرد العربي. وأوضح أنه أعاد الرواية العربية إلى الريف، بعد أن كانت أسيرة المدن الكبرى. لذلك، قدّم نموذجاً مغايراً للريف العربي والإفريقي.

وأضاف عيدروس أن “موسم الهجرة إلى الشمال” أعادت الراوي إلى القرية ودفء القبيلة. كما تحوّل الريف إلى فضاء روحي وثقافي غنيّ.

وذكر أن الطيب صالح تأثّر في سنوات دراسته بالأدب العربي والإنجليزي. كما كان شغوفاً بالمسرح والسينما. وقد استثمر هذا الوعي في إدخال تقنيات حديثة إلى السرد العربي. فمثلاً، استخدم الاسترجاع الزمني والمونتاج السردي. هذا جعل رواياته تتحرك بين الواقعي والأسطوري.

إعادة القراءة ضرورة نقدية جديدة

من جانبه، اعتبر الكاتب والناقد والمترجم محمد خلف أن صدور الطبعة الجديدة من أعمال الطيب صالح يشكّل فرصة للاحتفاء وإعادة التفكير في إرثه. ولفت إلى أن الجامعات الأوروبية بدأت مؤخراً في دراسة أثر كتاباته على القارئ الغربي. جاء هذا بعد أن كانت الدراسات تركز على “موسم الهجرة إلى الشمال” وحدها.

وأكد خلف أن القرن الحادي والعشرين أطلق موجة جديدة من القراءات. تسعى هذه القراءات إلى تناول مجمل المتن السردي للطيب صالح. يرى النقاد أن أعماله تشكّل نسيجاً متكاملاً.

المحبة والتسامح جوهر العالم السردي

بدوره، سلط الكاتب والمترجم عادل بابكر الضوء على الطابع الإنساني والروحي في كتابات الطيب صالح. وأشار إلى أن “موسم الهجرة إلى الشمال” لم تكن وحدها ذروة إنجازه. فصالح كان يرى أن رواية “بندر شاه” هي أقرب أعماله إلى قلبه.

وأوضح بابكر أن الطيب صالح كان بطبعه صوفياً. يميل إلى المحبة والتسامح. وهي الخيوط التي تنسج جميع أعماله. فالعالم عنده يُبنى بالمحبّة. كما تصبح الرواية وسيلة لتجسيد الإيمان بأن الإنسانية هي المعنى الأعلى. وختم بالقول إن أعماله تظل مرآة نقيّة للروح السودانية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading