معرض الشارقة الدولي للكتاب ينطلق بأكبر حضورعالمي منذ 42 عاماً..
عمان (بي إف نيوز)- تنطلق اليوم الأربعاء فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين في “مركز إكسبو الشارقة”، والذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، وتحمل دورته الحالية شعار “نتحدث كتبا”، وتستمر فعالياته حتى 12 تشرين الثاني الحالي.
وأعدّت اللجنة التنظيمية للمعرض جدولا حافلا بالفعاليات المنوعة، نحو 1700 فعالية، يشارك فيها أكثر من 215 ضيفا من 69 دولة، وتخاطب جميع الأذواق والفئات العمرية، كما ذكرت مجلة المجلة في تقرير لها.
وكشفت أن الدورة الـ42 سجلت أكبر حضور عالمي للدول المشاركة في فعالياته منذ انطلاقه عام 1981، حيث سيستضيف 108 دول عربية وأجنبية يمثلها 2033 ناشرا وعارضا يقدمون 1.5 مليون عنوان، 800 ألف عنوان عربي، و700 ألف عنوان في اللغات الأخرى. كذلك سيجمع المعرض 600 مؤلف سيوقعون كتبهم الجديدة، من بينهم نخبة من كبار الأدباء والفنانين العرب والأجانب.
كوريا الجنوبية ضيف شرف
بالإضافة الى أكثر من 200 لوحة، علاوة على إقامة 20 جلسة أدبية ومعارض كتب في إطار التبادل الحضاري بين الثقافتين الكورية الجنوبية والعربية عموما والإماراتية خصوصا. وبعد أن ارتدى الشباب والرجال الكوريون الجنوبيون “الكندورة” الإماراتية، وتزينت النساء بالعباءة الإماراتية التقليدية، حينما حل “معرض الشارقة” ضيف شرف على “معرض سيول الدولي للكتاب” في يونيو/ تموز الماضي، سيتيح الجناح الكوري الجنوبي للجماهير الزائرة إمكانية ارتداء اللباس التقليدي الكوري “الهانبوك”، والغوص في خيال بلا حدود عبر برنامج ثقافي وفني غني ومتنوع يستعرض جوانب من تاريخ كوريا وحضارتها وإبداعها.
كما سيحظى الزائرون بكتابة أسمائهم بأبجدية “الهانغل” الكورية وتعلم أساسيات الخط الكوري. فضلا عن تخصيص فعاليات للأطباق الكورية ضمن “ركن الطهي” من أجل التعرف على أسرار وفنون المطبخ الكوري وحلوياته التقليدية، من خلال نخبة من الطاهيات ومؤلفات كتب الطهي.
كذلك ستقام جلسات تفاعلية تجمع كتابا وشعراء كوريين جنوبيين مشهورين للنقاش في موضوعات أدبية من النثر الى الشعر وروايات الشباب، وكيفية استجابة نموذج النشر الكوري للتحولات الاجتماعية والإعلامية والثقافية. وبالمجمل فإن الجناح الكوري الجنوبي يسعى الى تقليص الفوارق بين الثقافتين العربية والكورية من خلال استعراض قوة الخيال واللغة الاستدامة والتبادل الثقافي.
نماذج مُلهمة
ينظم معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ42 جلسات حوارية مع ضيوف تركوا بصمة مميزة في عوالم مختلفة. من أبرزهم الإعلامي المصري الساخر الشهير باسم يوسف، الذي سيتحدث عن تجربته الإعلامية الممتدة من مصر الى أميركا، وكيف برع في تقديم نموذج “الستاند أب كوميدي” باللغة الإنكليزية، حتى صار واحدا من المشاهير في أميركا في هذا النوع. وذلك حسبما تشير حفلاته العديدة والمنوعة في الولايات المتحدة كما في دول أخرى، وأيضا العروض التي انهالت عليه لدخول عالم “هوليوود” المثير.
بالإضافة الى تثقيف الجمهور عن مدى أهمية التغذية والصحة، وهي تجربة فريدة أطلقها باسم يوسف عبر قناته على “يوتيوب”.
وسيستغل الإعلامي المصري الذي صار واحدا من أبرز مشاهير العرب في الأيام الأخيرة بعد مقابلته مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان على وقع الحرب في غزة، مما دفع بالأخير الى ترتيب مقابلة ثانية وجها لوجه، من أجل توقيع كتابه “نادية في مغامرة ساحرة” الذي يندرج ضمن أدب الناشئة، حيث يروي فيه قصة خيالية لفتاة هي ابنته التي تحب جمع الدمى وتدافع عن تاريخ حضارتها المصرية الفرعونية رغم هجرتها مع عائلتها في سن السادسة إلى أميركا.
كذلك ستقام جلسة حوارية مع “قيصر” الغناء العربي الفنان العراقي كاظم الساهر ضمن برنامج “موسيقى وأدب”، يروي فيها قصة عشقه للغة العربية الفصحى وتاريخ رحلته معها، والتي تجسّدت بعدد من أكثر الأغاني نجاحا في ذاكرة الأجيال، ورحلته وذكرياته مع كبار الشعراء مثل نزار قباني وكريم العراقي الذي رحل عن عالمنا منذ أسابيع قليلة، مع إبراز العلاقة المتينة بين الموسيقى والأدب.
تجدر الإشارة الى أن برنامج “موسيقى وأدب” الذي يستضيف نخبة من أبرز الموسيقيين والفنانين والأدباء من مختلف دول العالم، يهدف الى تأكيد دور الموسيقى الراقية في إثراء المشهد الثقافي العالمي.
مؤتمر المكتبات
كذلك تنظم “هيئة الشارقة للكتاب” ضمن الدورة الـ42 لـ”معرض الشارقة الدولي للكتاب” فعاليات الدورة العاشرة من “مؤتمر المكتبات”، بمشاركة أكثر من 400 خبير ومتخصص من أمناء المكتبات الأكاديمية والعامة والمدرسية والحكومية والخاصة، من أكثر من 30 دولة حول العالم. وهذه التجربة تعدّ فريدة من نوعها لأنها تركز على المكتبات، هذا العالم الذي تداعى وأوشك نجمه على الأفول في الكثير من الدول، بما يعيد تسليط الأضواء على دور المكتبات وأهميتها خاصة لدى الأجيال الصاعدة التي صارت أكثر ميلا للثقافة البصرية عبر عوالم شبكات التواصل.
كما أنه يفتح آفاقا واسعة للخبراء والمهنيين في مجال المكتبات وصناعة الكتب للاجتماع تحت مظلة واحدة، وتبادل المعرفة والخبرات، وتحفيز استمرارية الأبحاث والدراسات المتعلقة بالمكتبات، من خلال العديد من ورش العمل وجلسات النقاش.
ويوفر “مؤتمر المكتبات” الذي يقام بالشراكة مع “جمعية المكتبات الأميركية” فرصة الحضور الشخصي، أو من خلال تقنيات التواصل عن بعد، وذلك بهدف تعزيز إمكانية الوصول الى برنامجه المتنوع لدى أوسع شريحة ممكنة من المهتمين وأصحاب الشأن. تجدر الإشارة الى هذا المؤتمر يعد الفعالية الوحيدة الذي تشارك فيه “جمعية المكتبات الأميركية” خارج أراضي الولايات المتحدة.
كما ينظم “معرض الشارقة الدولي للكتاب” ثلاث أمسيات شعرية لمجموعة من أعلام الشعر العربي الخليجي الشباب، والذي سيقدمون أجمل قصائدهم في مختلف الموضوعات والأساليب والمدارس الشعرية. من أبرزهم: الشاعر السعودي فهد الشهراني، والقطري ناصر الوبير، والكويتي شريان الدحيني.
عالم الروايات
يحتضن المعرض الدورة الثانية من “مهرجان الإثارة والتشويق” لمدة 3 أيام (8-10 نوفمبر/ تشرين الثاني)، والذي سيتيح للزوار ولوج علم الغموض والخيال والمفاجأة، مع كوكبة من الكتاب المتخصصين بأدب التشويق والغموض، حيث يقدم المهرجان الذي يقام مع “مهرجان الإثارة والتشويق” في نيويورك منصة تجمع 10 كتاب عالميين متخصصين بهذا النوع من الأدب بالجماهير العاشقة للغموض والألغاز المعقدة والسرديات القصصية المثيرة.
ومن بين الكتاب المشاركين في المهرجان الكاتب الفنلندي ماكس سيك، أحد أكثر كتاب الإثارة والجريمة مبيعا في العالم. وأيضا الكاتبة الاميركية كيه جيه هاو، ومواطنها جيه دي باركر، صاحب رواية “لعبة المتصل” الشهيرة. والأميركية دانييل تروسوني، المؤلفة الأكثر مبيعا في “نيويورك تايمز”. وآيفي بوشودا، الحائزة على عدة جوائز عن روايات الإثارة.
ويحل ضيفا على المهرجان البريطاني فيليكس فرانسيس، مؤلف روايات الجريمة، والكاتب في صحيفتي “نيويورك تايمز” و”صنداي تايمز”. فضلاُ عن كتاب آخرين في هذا اللون الأدبي من مختلف دول العالم. وتشمل الفعاليات ورش عمل، وجلسات توقيع كتب لأعمال الكاتبات والكتّاب في نهاية كل جلسة نقاشية وورشة عمل على مدار أيام المهرجان الثلاثة.
تكريم إبراهيم الكوني
وضمن فعاليات “معرض الشارقة الدولي للكتاب” سيتم تكريم الروائي الليبي إبراهيم الكوني، والذي اختارته “هيئة الشارقة للكتاب” شخصية العام الثقافية لفعاليات الدورة الـ42. وذلك تقديرا لإسهاماته الكبيرة في تطوير وإثراء المشهد الثقافي والأدبي العربي والعالمي، وجهوده الجليلة في مجال تصدير صوت الأديب العربي إلى العالم، حيث ترجمت أعماله الى أكثر من 40 لغة، وتدرس مؤلفاته في مناهج العديد من جامعات العالم.
ويعد الكوني من أبرز الروائيين العرب المعاصرين وأحد المرشحين عدة مرات لجائزة نوبل للآداب. ويأتي اختياره ضمن إطار رؤية المعرض الرامية الى تكريم أعلام الفكر والأدب والتاريخ والعقول المبدعة التي أسهمت في إثراء التراث الثقافي الإنساني.
يقول الرئيس التنفيذي لـ”هيئة الشارقة للكتاب” أحمد إبراهيم بن ركاض العامري “إن تكريم رواد الثقافة والأدب خطوة مهمة في بناء الهوية الثقافية لأي حضارة وأمة. ويساهم تكريم إبراهيم الكوني في تعريف الأجيال العربية الجديدة على قامة عربية تمثل مصدر إلهام وفخر للعرب، وواحدا من أبرز الكتاب حضورا في العالم”. الجدير بالذكر أن الروائي إبراهيم الكوني لديه في رصيده 81 كتابا في مختلف المجالات، ويتقن 8 لغات حية، وحصل على جوائز عديدة على المستوى الإقليمي والدولي.
ويستضيف المعرض في أيامه الـ12 نخبة من كبار الأدباء العالميين ونجوم السينما وقادة الرأي والشخصيات العالمية المؤثرة، من بينهم فائزون بجائرة نوبل وأصحاب الكتب الأكثر مبيعا في العالم. وفي طليعتهم الكاتب النيجيري وول سوينكا، الحائز على جائزة “نوبل للآداب” عام 1986، وهو أول كاتب أفريقي يحصل على هذه الجائزة. وكذلك الكاتب الكندي مالكوم جلادويل، والذي سبق أن اختارته مجلة “تايم” الأميركية كواحد من أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم عام 2005. وأيضا الكاتب السويدي توماس إريكسون، والذي ترجمت بعض كتبه لأكثر من 60 لغة، والبريطاني من جذور باكستانية محسن حامد.
كما تشمل المشاركة كتابا وشخصيات من عالم الفضاء، مثل رائدة الفضاء الأميركية سونتا ويليامز، والممثلة الهندية كارينا بور، إحدى أشهر نجمات “بوليوود”. وكذلك شخصيات ملهمة في التطوير الذاتي والاستثمار، حيث يقدم المؤتمر 6 مساحات تفاعلية ينظم من خلالها نحو 900 ورشة عمل، بمشاركة خبراء ومتخصصين، يجتمعون في قاعات وأروقة المعرض ليشاركوا تجاربهم وخبراتهم المتنوعة مع زوار الحدث العالمي، مع مساحات للتأمل وتطوير الذات.
ركن الطهي.. والمسرح
ولفن الطهي حصة واسعة في المعرض، وذلك بهدف تلبية تطلعات الزوار، وتمكينهم من التعرف على مختلف الثقافات العالمية، من خلال إقامة 45 فعالية خاصة بفن الطهي، حيث سيشارك أشهر الطهاة، ومقدمي البرامج، ومؤلفي كتب الطبخ من مختلف أنحاء العالم خبراتهم وتجاربهم، مع جمهور المعرض ضمن “ركن الطهي”. الأمر الذي يتيح للزوار فرصة تذوق وصفاتهم والتعرف على أسرارهم في الطهي، في تجربة تسهم بتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، نظرا لما تجسده الأطباق المختلفة من هوية ثقافية وإرث تاريخي وإنساني للأمم والشعوب.
وتتضمن القائمة الطاهية البريطانية المتخصصة في الأطباق الهندية توري ترو. والطاهي الأثيوبي يوهانس جبريسوس، واللبنانية بربارة مسعد، والكندية سوزان الحسيني، والتي ألفت عددا من كتب الطهي الأكثر مبيعا في العالم، والبريطانية سالي بوتشر وغيرهم.
ويشهد المعرض عروضا مسرحية هادفة ومنوعة، بما يجسّد روح المعرض، وأنه أكثر من مجرد مكان لعرض الكتب وبيعها. منها مسرحية “باركود”، التي تعد أكبر عمل مسرحي إماراتي جرى إنتاجه في العام الحالي. تتناول “باركود” ظاهرة التنمر، سواء كان جسديا أم لفظيا أم نفسيا أم إلكترونيا، ضمن قالب كوميدي داخل سجن “باركود” الذي يضم عددا من الأشخاص المسجونين بسبب تنمرهم على أصدقائهم. وذلك بهدف تسليط الضوء على هذه الآفة التي تنخر المجتمعات، ومحاولة طرح حلول لها، وهي تستهدف الشباب بشكل رئيسي. “باركود” من بطولة مروان العبد الله، أحمد مال الله، بدر الحكمي، هيفاء العلي، ريم الفيصل، ومن إخراج مروان العبد الله.
وكذلك مسرحية “ALJ Sisters”، وهي مسرحية ترفيهية تعليمية للأطفال، تدور أحداثها حول 3 فتيات، كل واحدة لها شخصية وهوايات مختلفة، لكن يجمع بينهن الحب والصداقة والتعاون، ويواجهن مواقف مختلفة تتطلب التفكير والإبداع والحلول السليمة. المسرحية تهدف الى تنمية مهارات الأطفال وزيادة ثقتهم بنفسهم، فضلا عن تعزيز قيم الأخلاق والاحترام. وهي من بطولة: الجود البعنون، وشقيقتها الجوري البعنون، ووضحة الأيوب.
نتحدث كتبا.. ومعرفة وخبرات
تقول خولة المجيني المنسق العام لـ”معرض الشارقة الدولي للكتاب”: “يمثل اختيار المعرض لشعاره “نتحدث كتبا” تجسيدا لرؤيته الشاملة لصناعة الكتب والثقافة، حيث لم يعد مجرد حدث لبيع الكتب وشرائها، بل أصبح مركزا عالميا لتبادل الأفكار والخبرات والمعرفة، ومنصة لإبرام عقود النشر والترجمة، ومنبرا لمناقشة قضايا الأدب والفن والفكر، مستقطبا جمهورا متنوعا من كل فئات المجتمع، سواء كانوا رواد قراءة كتب، أو مهتمين بالصناعات الإبداعية المرتبطة بالكتاب”.
وهذا ما تعكسه بالفعل فعاليات المعرض الهائلة والمنوعة، والتي تشمل مختلف المجالات، بينها مجالات غير مطروقة نسبيا في الكثير من معارض الكتب. لا ريب أنه ثمة أزمة قراءة ولا سيما في عالمنا العربي، ورغم كل الصعوبات التي تعتري الأدب وصناعة الكتب في عصر السرعة وشبكات التواصل، إلا أن كسر التقاليد وإتاحة المجال للأفكار الإبداعية في مختلف العوالم، يشكلان نقطة مضيئة في سجل “معرض الشارقة الدولي للكتاب”، بما يعزز من التواصل الثقافي، ويسهم في استقطاب الشباب الراغب في اكتساب الخبرات والمعارف الشفوية من خلال نخبة الرواد وقادة الرأي، الأمر الذي يساعد في جذبهم وتوجيههم نحو عوالم الكتب.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.