الرباط – أعلنت المكتبة الوطنية المغربية في تقرير لها عن حصيلة النشر في المغرب خلال العام 2024. وكشف التقرير أن مجموع الإصدارات المسجلة سنة 2024 حوالي 6838 كتابا، توزعت بين منشورات باللغات العربية بنسبة 66 بالمائة، والفرنسية بنسبة 26 بالمائة، والإنجليزية بنسبة 4 بالمائة، إلى جانب نسب أقل باللغات الأمازيغية والإسبانية والإيطالية. كما أظهرت الإحصائيات أن الناشرين من القطاع الخاص استحوذوا على نسبة 72 بالمائة من مجموع الناشرين، مقابل 28 بالمائة للناشرين العموميين. وتصدرت جهتا الدار البيضاء-سطات والرباط-سلا-القنيطرة، الإنتاج الوطني بحوالي 57 بالمائة من مجموع الإصدارات، فيما برزت مجالات العلوم الاجتماعية والآداب وتقنيات الكتابة كأكثر المجالات حضورا ضمن الإنتاج الثقافي الوطني. وقال مديرة المكتبة الوطنية، سميرة المليزي، في مؤتمر صحفي إن هذا التقرير يمثل خطوة تأسيسية في مسار جديد للمؤسسة، باعتباره أول إصدار مؤسساتي يرصد حصيلة النشر بالمغرب لسنة كاملة. وأكدت أن هذه المبادرة تستهدف تمكين المهنيين والقراء والباحثين من قاعدة معطيات دقيقة وموثوقة، من شأنها دعم سياسات النشر وتجويد الإنتاج الثقافي، وتيسير فهم الإطار القانوني والتنظيمي ا لهذا المجال الحيوي. كما شددت على أهمية هذا التقرير في فتح آفاق جديدة للإبداع والابتكار، وتجاوز الإكراهات التي تعيق تطور القطاع، مشيرة إلى أن المكتبة الوطنية تعتزم تحويل هذا الجهد إلى تقليد سنوي يتم تقديمه خلال المعرض الدولي للنشر والكتاب، بما يعزز إشعاع المؤسسة في الفضاءين الوطني والدولي. ومن المتوقع أن يتم قريبا طبع ونشر هذا التقرير، الذي يشكل مرجعا مؤسساتيا غير مسبوق لرصد حركية النشر بالمغرب، وسيكون متاحا للجميع عبر موقع المكتبة الوطنية للمملكة، بما يتيح للمهنيين والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي الاطلاع على معطياته واستثمارها في مجالات البحث والإبداع والتخطيط الثقافي. من جهتها، أكدت المشاركة موزة بنت خميس البادي، المؤسسة الشريكة لدار "حدائق الفكر" العُمانية، في تصريح مماثل لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أن مشاركة الدار في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تأتي في إطار التزامها الراسخ بنشر الثقافة وتعزيز الوعي المجتمعي وتنمية حب القراءة لدى مختلف فئات المجتمع، مشيرة إلى أن هذه المشاركة تُعد الرابعة على التوالي للدار في هذا الحدث الثقافي الرائد على مستوى المنطقة، مما يعكس حرص الدار على التواجد الفاعل في هذا المحفل الهام. وأوضحت البادي أن تأسيس دار "حدائق الفكر" في ولاية البريمي بسلطنة عُمان جاء انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية المجتمعية، وبالتعاون مع شريكتها نصراء بنت علي المعمري، بهدف نشر المعرفة وتوسيع آفاق الفكر وتحفيز أفراد المجتمع، ولا سيما الشباب، على تبني عادة القراءة والمطالعة، والمساهمة في بناء وعي ثقافي مستدام في المجتمع العُماني. وأضافت : شهد جناحنا بالأمس توقيع كتاب جديد للدكتورة عائشة المعمري، أول طبيبة طوارئ إماراتية، بعنوان "هذا أنا"، وهو الإصدار الثاني لها بالتعاون مع دار حدائق الفكر، كما قمنا أيضاً بتدشين إصدار جديد للدكتورة سعيدة المرزوقي يوم أمس. وتتنوع إصدارات الدار لتشمل مجالات التنمية البشرية، والدين، وكتب الأطفال التربوية، بالإضافة إلى دواوين الشعر والأعمال الأدبية المتنوعة، ما يجعل جناح الدار محطة غنية ومحفزة لزوار المعرض من الباحثين عن محتوى ثقافي متنوع يلبي مختلف الاهتمامات. وأشارت البادي إلى أن فوز دار "حدائق الفكر" بجائزة الاستدامة في الدورة السابقة من المعرض لم يكن مجرد إنجاز نفخر به، بل كان محطة ملهمة عززت عزم فريق العمل على الاستمرار في رسالته الثقافية النبيلة وتوسيع نطاق تأثيره الإيجابي في المجتمع، مؤكدة أن هذه الجائزة القيمة تعد شهادة تقدير لالتزام الدار بمبادئ الاستدامة ودافعاً قوياً لمواصلة الابتكار والتجديد في المشهد الثقافي المحلي والإقليمي. ويُعد مركز حدائق الفكر للثقافة والخدمات أحد المبادرات المجتمعية الرائدة في سلطنة عُمان، حيث بدأ مسيرته كمكتبة صغيرة لبيع الكتب في ولاية البريمي، ليتحول لاحقا إلى مركز ثقافي نشط يقدم باقة متنوعة من الأنشطة والبرامج الثقافية، تشمل جلسات قراءة ممتعة للأطفال، وأمسيات أدبية ثرية، وورش عمل تدريبية متنوعة موجهة لكافة فئات المجتمع العماني. وتسعى دار "حدائق الفكر"، من خلال مشاركاتها الفاعلة في معارض الكتب الإقليمية والدولية، إلى دعم الكاتب العماني المبدع وتمكين الحراك الثقافي المحلي عبر توفير منصات عالمية مرموقة مثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يشكل مساحة حيوية للتبادل الخلاق للمعرفة والتجارب بين النخب الثقافية ودور النشر من مختلف أنحاء العالم. واختتمت البادي تصريحها بالتأكيد على أن الثقافة تشكّل حجر الأساس لأي عملية تنمية شاملة ومستدامة، معتبرة أن دار "حدائق الفكر" تمثل نموذجاً عمانياً ملهماً في مجال العمل الثقافي المستدام ومرآة عاكسة لجهود المجتمع العماني في بناء مستقبل مشرق وقارئ وواع.