عبد الرحمن المري:
- أكثر التفاعلات تأثيرًا ولفتًا للانتباه، هي الرسائل التي وصلتنا من قطاع غزة المحاصر…
- هدف الجائزة دعم عملية إنتاج الكتاب العربي من لحظة الفكرة حتى خروج الكتاب بمادته الورقية المطبوعة..
- الجائزة حريصة على الالتزام التام بالفترة المعلن عنها لتلقي طلبات المشاركة مهما كان حجم الإقبال..
- رسالة الجائزة استعادة القلم العربي العلمي والمعرفي موقعه من حركة النشر العالمي
عمان- من رياض أبو زايدة- أكد المستشار الإعلامي لجائزة الدوحة للكتاب العربي، عبد الرحمن المري، استقلالية الجائزة، وعدم ارتباطها عضويا أو بنيويا مع أي جهة، ومؤسسة أخرى، وحرصها على الالتزام بالعدالة والشفافية.
وقال في حوار مع “أخبار معارض الكتب”، إن “أكثر التفاعلات تأثيرًا ولفتًا للانتباه، هي الرسائل التي وصلتنا من قطاع غزة المحاصر، والذي يواجه أشنع حصار وحرب إبادة جماعية في العصر الحديث. ولم يشعرنا موقف على أهمية الجائزة في حاضر النشر العربي ومستقبله كما أشعرتنا تلك الرسائل العميقة المؤثرة”.
وأضاف المستشار الإعلامي المري، أن هدف الجائزة دعم عملية إنتاج الكتاب العربي من لحظة الفكرة حتى خروج الكتاب بمادته الورقية المطبوعة، مؤكدا الحاجة والمسؤولية التي يحتمها واقع الفكر والعلم وراهن الثقافة في فضاء اللغة العربية تطلب وجود جائزة الدوحة للكتاب العربي على الساحة.
وأوضح أن الجائزة حريصة على الالتزام التام بالفترة المعلن عنها لتلقي طلبات المشاركة، مهما كان حجم الإقبال، لافتا إلى أن ثلاثة أشهر هي فترة كافية ومنصفة للتقدم إلى الجائزة..
وكشف المستشار الإعلامي المري ، خلال الحوار عن تفاعل الباحثين العرب من مختلف الدول مع الجائزة، واستقبالهم لها، موضحا أن “الجمهور العريض ممتد على خارطة اللغة العربية المتجاوزة لجغرافيا العالم العربي، والساكنة شتى أقاليم وقارات الكوكب البشري، تفاعل بشكل كثيف” مع جائزة الدوحة للكتاب العربي.
نص الحوار:
- ما الدافع الرئيس وراء إطلاق جائزة الدوحة للكتاب العربي؟
دعم عملية إنتاج الكتاب العربي من لحظة الفكرة حتى خروج الكتاب بمادته الورقية المطبوعة، والمقصود بلحظة الفكرة هنا، أن تكون الجائزة عاملًا رئيسًا في تحفيز أكبر قدر ممكن من الباحثين نحو التفكير والإنتاج العلمي والمعرفي الذي تتسم طبيعته بالأصالة والتجديد، وإحراز تقدم نوعي في الكتابة والتأليف، مرورًا بعملية الكتابة وصولًا إلى الطباعة والنشر. ولا يهم المكان الذي يخرج منه الحرف المكتوب، ولا أرومة كاتبه، طالما أن الكتاب أصيل والفكرة مجددة وبحرف عربي.
- ما الهدف الأساسي الذي تسعى إليه جائزة الدوحة للكتاب العربي؟
لعل جائزة من هذا النوع قد تأخرت عربيًا، بل لعلها قد تأخرت طويلًا إزاء الحاجة والمسؤولية التي يحتمها واقع الفكر والعلم وراهن الثقافة في فضاء اللغة العربية؛ رغم أن هذا الفضاء لم يعدم وجود جوائز متعددة، قدمت ولا تزال دعمًا مستمرًا لعالم النشر الثقافي والمعرفي، في بُعديه: العربي-العربي، والعالمي-العربي. ولكن يجوز لي القول إن جائزة الدوحة تتمايز عن الجوائز الأخرى، في رسالتها وفي نظامها، وهذان يمثلان هدفًا مزدوجًا، يمكن الاعتداد بهما بوصفهما هدفًا أساسيًا، يقودان تلقائيًا إلى محاولة استيفاء المقصد الأكبر من إنشاء جائزة بهذا النوع.
أما رسالة الجائزة فتتمحور حول استعادة القلم العربي العلمي والمعرفي موقعه من حركة النشر العالمي، بما هو قلم يستند إلى إرث حضارة عريضة وطويلة، ذات ثقل مركزي في تاريخ البشرية.
في حين يتركز نظام الجائزة في دائرتي العلوم الإنسانية والشرعية حصرًا، وليس يُعنى بالمجالات الأخرى، مثل الأدب والشعر والفن التي تجد لها دعمًا من لدن جوائز عربية أخرى مثل جائزة كتارا للرواية العربية، إضافة إلى أنها غير معنية بالتآليف المترجمة.
- حدثنا عن استقبال الكاتب أو المبدع العربي مع الجائزة حتى الآن، وكيف ترى تفاعله معها؟
لمسنا صدى كثيف من قبل عدد متنوع من الباحثين العرب، ومنهم أساتذة ومفكرون وعلماء، كما وصلت إلينا انطباعات كثيرة، من جمهور عريض ممتد على خارطة اللغة العربية المتجاوزة لجغرافيا العالم العربي، والساكنة شتى أقاليم وقارات الكوكب البشري، ولعل أكثر التفاعلات تأثيرًا ولفتًا للانتباه، هي الرسائل التي وصلتنا من قطاع غزة المحاصر، والذي يواجه أشنع حصار وحرب إبادة جماعية في العصر الحديث. ولم يشعرنا موقف على أهمية الجائزة في حاضر النشر العربي ومستقبله كما أشعرتنا تلك الرسائل العميقة المؤثرة.
- باب الترشح يغلق الشهر المقبل، حدثنا عن الاقبال على المشاركة، وهل هناك ارقام أولية تشاركنا بها؟
شُرّع باب الترشح في الخامس من مارس / آذار الماضي، أي بعد يومين من انعقاد حفل الدورة التأسيسية التي كرمنا بها عشرة من ألمع الأسماء الفكرية التي أسهمت في حقول ومجالات علمية إنسانية وشرعية عدة هي من صميم المجالات التي تتألف منها الجائزة، ويستمر الباب مفتوحًا حتى الخامس من يونيو / حزيران المقبل؛
شهدنا خلال هذه الفترة إقبالًا غير متوقع، من الناحيتين النوعية والكمية، وهذا يؤذن بتنافسية تعكس حالة صحية. وقد وصلت المشاركات مئات عديدة.
- هل هناك نية لتمديد باب الترشح أم ستكتفي إدارة الجائزة بعدد المتقدمين مهما قل عددهم على اعتبار انها الدورة الاولى بعد التأسيسية؟
نؤمن أن ثلاثة أشهر هي فترة كافية ومنصفة للتقدم إلى الجائزة. لذا فإننا نحرص على الالتزام التام بالفترة المعلن عنها، مهما كان حجم الإقبال، ولأننا أحرص على الالتزام بالعدالة والشفافية المرتبطتين وثيقًا بالمدة المحددة.
- الجائزة اعتمدت الترشح الذاتي فقط، ولم تقبل الترشيح، ما فلسفة الجائزة في ذلك؟
ثمة دافعان من وراء ذلك، الأول ضمان وجود فرص متساوية للجميع يتم ترجمتها في الترشح الذاتي، إذ إن الترشح غير الذاتي يحمل في طياته إمكانية تفاوت الفرص بين كاتب وآخر.
أما الدافع الثاني فيتمثل في افتراض الجائزة أن دعمها المنشورات العلمية والمعرفية خطوة تستدعي -وتستحق في نفس الآن- مبادرة من الطرف الآخر، أي من المؤلفين والباحثين ذوي المؤلفات الداخلة في مجالات الجائزة، ويكون تجسيد هذه المبادرة عبر ترشحهم للجائزة بشكل ذاتي.
- اختارت إدارة الجائزة فئتين هما: فئة الإنجاز، وفئة الكتاب المفرد، لماذا تم حصر الجائزة فيما فقط؟
بغرض المزاوجة بين دعمين رئيسين، الأول: دعم التجديد في حركة النشر العلمي المنعكسة عن مسارات التفكير العربي الحية، لتكون هذه المسارات مستدامة ومنتجة، غير منفصمة العرى أو مقطوعة الحركة، وقد حددت الجائزة مدة الكتاب المفرد في مدى أقصاه ثلاثة أعوام، بمعنى أن الكتاب المفرد المترشح ولكي يكون مستوفيًا للشروط والمعايير الرئيسة، فينبغي ألا يكون قد نشر في مدة تتجاوز الثلاثة أعوام السابقة على تاريخ ترشحه. والثاني: دعم النتاج العلمي المعرفي المتراكم لدى مؤلف بعينه أو مؤسسة بذاتها، تقديرًا لقيمته وإحقاقًا لأثره، وحثًا لأهله، وشحذًا لهممهم نحو مزيدٍ من العطاء المتجدد.
- في دولة قطر هناك أكثر من جائزة ترعاها أكثر من مؤسسة ثقافية وتشرف عليها، بماذا تختلف جائزة الدوحة للكتاب العربي عن هذه الجوائز؟
جائزة الدوحة للكتاب العربي، هي الجائزة العالمية الوحيدة المعنية بتكريم منتجات العلوم الإنسانية والاجتماعية والشرعية بشكل حصري، ليس قطريًا فحسب؛ بل عربيا وعالميا.
- حدثنا عن خطتكم لنشر الجائزة على المستوى العربي، وخاصة أنها موجه للعرب على عكس جوائز في قطرية تتوجه للغات اخرى؟!
نزمع المشاركة في معارض كتب عربية وعالمية قادمة، كما لدينا توجه نحو إثراء الساحة الفكرية والعلمية داخل قطر عبر تنظيم أحداث ثقافية ذات ارتباط أساسي بموضوعات الجائزة ومعاييرها واهتماماتها، وذلك بشكل متواصل، ومن ثم تسجيلها وإتاحتها على صفحة الجائزة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
- ذكرتم لنا أن الجائزة مستقلة عن وزارة الثقافة، كيف تدار الجائزة مؤسسيا؟
الجائزة في الأصل مستقلة وقائمة بذاتها، وغير مرتبطة عضويا أو بنيويا مع أي جهة ومؤسسة أخرى، ولديها فريق عمل متفرغ، يتكون من مدير تنفيذي وأمين سر ومستشار ثقافي ومستشار إعلامي. ويأتي دعمها من قبل قادة الدولة في قطر.
ولا يحول استقلالها الراهن دون أن تعقد الجائزة شراكات ورعايات مع جهات مؤسسية داخل قطر، بمقتضى الضرورة، وحسب المناسبات التي تسهم في خدمة الجائزة وأهدافها.
- يصاحب الجوائز الأدبية -في بعض الاحيان- تشكيك في أهلية أعضاء لجان التحكيم، كيف تغلبت إدارة الجائزة على ذلك؟
بستة عوامل رئيسة عبارة عن سمات شرطية يجب توافرها في لجنة التحكيم، لا يمكن التنازل عن واحدة منها وهي: الكفاءة، التخصص، الخبرة، الاستقلالية، السمعة، المعرفة الأفقية. وعبر آلية صارمة تقوم على السرية التامة في التواصل والتحكيم، وعلى نظام دقيق في التحكيم يحوي في ذاته على اختبار المبررات التحكيمية ذاتها.
- الضامن الأساسي لأي جائزة هو استقلاليتها وحيادتها؟
قطعًا، دائمًا وأبدًا. وهو صمّام أمان الجوائز المؤسسية، وهو في حالتنا العمود الفقري لجائزة تريد أن تطلق حركة جديدة في ثقافة عربية يتهددها خطر التبعية والذوبان، استشعارًا منها بخطر المرحلة وعظم المسؤولية. ولعل التنوع الماثل في الشخصيات المكرمة في الدورة التأسيسية للجائزة خير شاهد على مدى استنادها إلى هذين المحورين الأخلاقيين والعمليين المركزيين: الاستقلالية والحياد.
- توصف الثقافة عموما بأنها القوة الناعمة التي يتم من خلالها تحقيق مجموعة الاهداف، هل تندرج هذه الجائزة ضمن الجهود القطرية الاخرى لنشر رؤيتها ثقافيا في اماكن اخرى؟
ثمة من يحصر الجوائز الثقافية في هذا البُعد. وهو بُعدٌ – في الأحوال العامة – ربما يكون لدى البعض مشروعًا لأي دولة تنفق من ميزانيتها العامة في مشاريع ومبادرات ذات طابع ثقافي صرف؛ ولكنه غير حاضر في معادلتنا التي تتغيا التجرد في خدمة الثقافة العربية وعلومها. نظرة خاطفة على دليل الترشح لجائزة الدوحة للكتاب العربي قادرة على أن تكشف سعة الجائزة وامتدادها، وأنها من الدوحة القطرية إلى دوحات القلم العربي في كل مكان حول العالم.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.