الجزائر-قال الروائي الجزائري عز الدين جلاوجي صاحب « عناق الأفاعي » المتوجة بجائزة كتارا عام 2022، إن الجائزة قدمت المنتج الأدبي الجزائري للنقد والإعلام عربيا وغربلت المشهد الابداعي أيضا .
وأضاف، أن الجوائز المهمة لها دور فعال، يبدأ من التحفيز على الكتابة، وتجويد هذه الكتابة أيضا، فكثيرة هي الأقلام التي نفض عنها الطمع في الجائزة، غبار الكسل فانبرت للكتابة، ثم نفض عنها غبارَ التهاون فشحذت قدراتها لكتابة الأجود، لتتوج بالجائزة، ثم يأتي دورها بعد التتويج أيضا، من خلال ما تحققه من ثقة في نفس المبدع ومن انتشار نقديا وإعلاميا.
وأشار الكاتب جلاوجي إلى أنه كان لهذه الجائزة دور كبير في الاعتراف بالأدب الجزائري رواية ونقدا وأدب أطفال أيضا، وكان لتتويج روايتي «عناق الأفاعي » أهمية كبرى من عدة زوايا فقد اعتبرتها تتويجا لجهد تجاوز ربع قرن من الكتابة، قدمت خلاله أكثر من خمسين كتابا، ثم هو فرصة لترجمة الرواية إلى الإنجليزية في 750 صفحة بعنوان »Snakes’ Nest”، ما جعلها محط اهتمام النقد والإعلام وعموم القراء، والمترجمين أيضا.
وبين في مقابلة نشرت على موقع معرض الجزائر للكتاب، أن الرواية الجزائرية عمرها قصير مقارنة بشقيقتها في المشرق العربي، ورغم ذلك استطاعت في ظرف وجيز أن تفرض حضورها، وتنافس على التتويج، بما تحقق فيها من تميز، على مستوى التيمة أو مستوى البنية.
وأوضح جلاوجي أن الرواية الجزائرية استطاعت بذلك أن تمد جسورا نحو القارئ العربي أساسا، خاصة والكتاب يعيش عزلة رهيبة، كما يمد جسورا نحو الآخر المختلف عنا لسانا، وأخص بالذكر اللسان الإنجليزي، وقد لاحظت تنافس قراء الإنجليزية خاصة من إفريقيا وآسيا للحصول على روايتي المترجمة، بل وحققت الرواية الكثير من الاهتمام النقدي بما كتب عنها من مقالات، وما قدم عنها من رسائل دكتوراه داخل الجزائر وخارجها حتى خارج الوطن العربي.
ووصف الروائي الجزائري أن من يكتب للجوائز وليس للقارئ، بالأقلام مأجورة، لأنهم وهم يكتبون لا يراعون قناعاتهم ولا انتماءهم، ولكن يغازلون المؤسسات المشرفة ولجانها، وبالتالي فهم يلبسون الأقنعة، يغيرونها كلما استدعى الأمر ذلك، وقد لاحظنا من غير قناعاته وإيديولوجيته من أجل ذلك، بل هناك من صار مطبلا للآخر المحتل، لا يحسن إلا أن يجلد ذاته وتاريخه ورموزه، يأكل من فتات كل الموائد، عبدا للظلم عبدا للآخر عبدا للاستشراق، يجتر خطابات.
وقال “لن تغني الجوائز شيئا لأنه لا خلود في الأدب إلا للعمق والصدق والتميز، والانتماء لأرضنا وحضارتنا العربية التي هي جزء رصين من حضارة البشر، في دعوتها للخير والحب والجمال، في دعوتها للتسامح والتعايش بين كل البشر على اختلاف الثقافات والألسن والديانات، فالبشر في نهاية المطاف إخوة وعلى الأدب أن يسعى لتحقيق ذلك، البشر رحم واحدة، وعلى الأدب أن يكون لسان الجميع”.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.