الرباط (بي إف نيوز)- قالت الروائية المغربية ليلى السليماني إنها “لا تتحدث ولا تقرأ اللغة العربية”، معلنة أن “الحديث بالفرنسية ليس مدعاة للخجل”، ومؤكدة أن “الفرنسية هي لغتها بقدر ما هي لغة الفرنسيين”
وقالت السليماني في حوار مع “ذا كات”، نقلته جريدة هسبريس: “أنا أتحدث الدارجة، لكني لا أتحدث العربية الفصحى، إنه أمر أشعر بالخجل الشديد منه. تعلمت اللغة العربية من سن السادسة حتى الثامنة عشرة وأنا لا أتحدثها ولا أكتبها…. هو أمر غريب جدًا. من المستحيل شرح ذلك”.
وأضافت الروائية: “لا أريد أن أدافع عن نفسي إذا كنت أتحدث الفرنسية وأقول: بصفتي إفريقية، وكمغربية وكعربية، لا أريد أن أكون رهينة الاستعمار”، متابعة: “لا، أنا لا أخون بلدي أو أخون ثقافتي. أنا لم أبع روحي للفرنسيين أو للمستعمرين… أعتقد أننا يجب أن نتوقف عن ذلك. الفرنسية لغتي بقدر ما هي لغة الشعب الفرنسي ولغة أناس من سويسرا أو بلجيكا أو أي كان”.
كما أكدت السليماني أنها لهذا السبب قررت العمل مع الرئيس ماكرون، متابعة: “لأقول لجميع الشباب من المغرب والسنغال وهايتي: ليس عليك أن تبرر نفسك. يمكنك التحدث بالفرنسية إذا كنت تريد التحدث بالفرنسية؛ فكلما تحدثت المزيد من اللغات كنت أكثر إنسانية”.
وأردفت الكاتبة: “مع صعود المحافظين في المغرب والعالم العربي كان من المهم جدًا بالنسبة لي أن أكون شجاعة بما يكفي لأقول إنني لا أخجل من التحدث بالفرنسية، ولا أخجل من الرغبة في أن أكون أكثر انفتاحًا، وأتحدث المزيد من اللغات”.
والسليماني هي أول امرأة مغربية تحصل على أعلى جائزة أدبية في فرنسا عام 2016 عن روايتهاThe Perfect Nanny، التي تم تحويلها إلى فيلم فرنسي وستصبح مسلسلا على HBO من بطولة نيكول كيدمان؛ كما أنهت مؤخرًا مهمتها كرئيسة لجائزة البوكر الدولية.
وتحدثت الروائية ضمن الحوار الصحافي عن أحدث إنجازاتها “watch us danse” التي تعد جزءا من ثلاثيتها التاريخية التي استمدت تفاصيلها من حياة والديها وجدتها وطفولتها، قائلة: “أنا لا أحاول سرد القصة الحقيقية لجدتي. إنني أحاول كتابة قصة عن المرأة التي تخيلت أن جدتي كانت عندما كنت طفلة، عن الخيال الذي كان يراودني عنها”.
كما أكدت المتحدثة تأثر والدتها بهذا الإصدار، موردة: “والدتي كانت متأثرة للغاية. أعلم أنه ربما لم يكن من السهل جدًا … أن تعرف أنني كنت أكتب عن والديها وأكتب عنها… في الغالب لأن الكثير من الناس لا يفرقون بين الخيال والواقع. أعتقد بالنسبة لها أحيانًا يكون الأمر صعبًا عندما تلتقي بأشخاص في السوبر ماركت ويسألونها عن الحياة الجنسية لوالديها لأنهم قرؤوا عنها للتو”.
وتحدثت السليماني أيضا عن صعوبة الكتابة عن المغرب والعائلة، خاصة أن الكتاب أنجزته أثناء فترة الحجر الصحي في فرنسا، مردفة: “كان من المستحيل في الواقع العودة إلى المغرب لأسابيع ولشهور. كان الأمر صعبًا للغاية لأنني كنت في حاجة إلى الذهاب إلى هناك”.
وتابعت الكاتبة: “الابتعاد لا يمثل مشكلة حقًا لأنك تستخدم ذاكرتك وتحاول تذكر القليل من التفاصيل… التفاصيل المهمة جدًا”، وأكدت ارتباطها القوي بالمغرب، قائلة: “أنا مفتونة جدًا بهذا البلد، بلد طفولتي. أتذكر كل شيء، لأن كل شيء كان قويًا جدًا بالنسبة لي، وعميقًا جدًا، وفي الوقت نفسه مفجعًا جدًا”.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.