عمان-اختار معرض الجزائر الدولي للكتاب 2025، الجمهورية الإسلامية الموريتانية ضيف شرف لهذه الدورة الـ28 التي تنطلق في 29 تشرين أول الحالي وتستمر حتى 8 تشرين المقبل. وذكر بيان صحفي صادر عن المعرض اليوم، أن هذا التكريم يعكس عمق الروابط الثقافية بين البلدين ويبرز المكانة المتميزة لموريتانيا كبلدٍ زاخرٍ بالتاريخ والإبداع. وقال "هذا الاختيار يجسد حرص الصالون على الانفتاح على التجارب الثقافية العربية والإفريقية، ويؤكد دوره كفضاء للحوار وتبادل المعرفة بين الكُتّاب والناشرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، في واحدٍ من أهم المواعيد الثقافية بالجزائر والعالم العربي". تقع الجمهورية الإسلامية الموريتانية في غرب إفريقيا، وتشكل حلقة وصل تاريخية بين شمال القارة وجنوبها، يحدها المحيط الأطلسي غربًا، الجزائر شمالًا، مالي شرقًا والسنغال جنوبًا. عاصمتها نواكشوط، وعملتها الأوقية، ويبلغ عدد سكانها نحو 4,4 ملايين نسمة. تتميز بمناخ صحراوي يغطي معظم أراضيها، مع ثروات طبيعية متنوعة تشمل الحديد والذهب والأسماك. ثقافتها غنية ومتنوعة تعكس التقاء الموروثين العربي والأفريقي، وتُعرف بـ”بلد المليون شاعر”. نالت استقلالها في 28 نوفمبر 1960 بعد فترة استعمار فرنسي، وتعتمد نظامًا جمهوريًا ديمقراطيًا تعدديًا أُقر بدستور 1991 المعدل لاحقًا. يرأسها حاليًا محمد ولد الشيخ الغزواني منذ 2019، ويركز برنامجه “تعهداتي” على التنمية والوحدة والاستقرار. موريتانيا، المعروفة ببلد المليون شاعر، تمثل نموذجا فريدا في المنطقة المغاربية من حيث عمقها الثقافي وتنوعها اللغوي والحضاري، فمن مدنها التاريخية العريقة، مثل شنقيط ووادان وولاتة وتيشيت، انطلقت حركة علمية وثقافية كان لها أثر بارز في نشر المعرفة وحفظ المخطوطات وبناء الجسور بين المشرق والمغرب. وتتميز الثقافة الموريتانية بتداخل البعدين العربي والأفريقي في نسيجها الاجتماعي والفني، ما يجعلها فضاء غنيا للتبادل والإبداع. العلاقات الثقافية بين الجزائر وموريتانيا ضاربة في عمق التاريخ، إذ يجمع البلدين إرث مشترك وروابط أخوية راسخة. وقد شكلت الثقافة على مرّ العقود جسراً متيناً بين الشعبين، من خلال تبادل الزيارات والمشاركات في المهرجانات والملتقيات الفكرية. ويأتي اختيار موريتانيا ضيف شرف في هذه الدورة ليؤكد عمق هذه العلاقات ويجسد إرادة البلدين في توسيع آفاق التعاون الثقافي وتعزيز التواصل بين المبدعين الجزائريين والموريتانيين. مشاركة موريتانيا في معرض الجزائر الدولي للكتاب ستكون غنية ومتنوعة، إذ ستتضمن عروضاً لكتب وإصدارات حديثة لكُتّاب ومفكرين موريتانيين، إلى جانب ندوات فكرية تناقش قضايا الأدب والتراث والتاريخ المشترك. كما ستُقام أمسيات شعرية تتيح للجمهور فرصة التعرف على ملامح الفن الموريتاني الأصيل.