ابن سينا الشخصية المحورية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
أبوظبي- اختار معرض أبوظبي الدولي للكتاب أمير الأطباء، ابن سينا، شخصية محورية لدورته الرابعة والثلاثين. فهو ليس مجرد شخصية تاريخية. بل يمثل نموذجاً متجدداً للعقل الموسوعي الذي يُلهمنا حتى اليوم.
وقال المعرض في بيان إن ابن سينا يظل جسراً بين عوالم مختلفة وعصور متعددة. كما يُعد مرآة نرى فيها طموح الإنسان إلى المعرفة.
وأضاف البيان: “ابن سينا، أو “الشيخ الرئيس”، هو أحد تلك الأسماء الخالدة. لم يكن مجرد طبيب أو فيلسوف. بل كان عبقرية موسوعية أثّرت في الفكر العلمي والفلسفي لعصور متلاحقة”.
نشأة مبكرة وإسهامات في الطب
ولد الحسين بن عبدالله بن الحسن المشهور بـ “ابن سينا” عام 980 م. كانت ولادته في قرية بالقرب من بخارى. كما ترعرع في بيئة علمية خصبة. حيث حفظ القرآن في سن العاشرة. ثم انكب على دراسة العلوم الشرعية والفلسفية والطبية.
ولم يتجاوز السادسة عشرة حين بدأ يمارس الطب. وقد نجح في علاج أمير بخارى. هذا الإنجاز فتح أمامه أبواب مكتبة القصر الساماني.
ويُعد كتاب “القانون في الطب” أهم أعماله الطبية. وقد صار مرجعاً طبياً عالمياً لعدة قرون. كما ظل يُدرّس حتى القرن السابع عشر. لم يقدّم الكتاب وصفاً دقيقاً للأمراض فقط. بل ناقش النظافة والتغذية والصحة النفسية. كذلك، أسس ابن سينا لفكرة “الطب الوقائي”.
الفكر الفلسفي وحجة “الرجل الطائر”
في مجال الفلسفة، جمع ابن سينا بين الفلسفة الأرسطية والرؤية الأفلاطونية. ونسج منهما فلسفة عقلانية إسلامية. وناقش الوجود والماهية والنفس. كما صاغ حجة “الرجل الطائر” الشهيرة. تهدف هذه الحجة إلى إثبات استقلالية النفس عن الجسد. ولم تكتفِ هذه الأطروحات بالتأثير داخل العالم الإسلامي. بل شكّلت أساساً لفكر فلسفي لاحق في العصور الوسطى الأوروبية.
ابن سينا الشاعر والموسيقي
قليلون يعرفون أن ابن سينا كان أديباً وشاعراً ورساماً. كما كان مهتماً بالموسيقى. إذ كتب في تأثير النغمات على النفس. وأكّد على العلاقة بين الروح والموسيقى في عملية الشفاء. إضافة إلى ذلك، ألّف رواية رمزية تحمل طابعاً فلسفياً. وقد أنتج معظم أعماله الكبرى قبل أن يبلغ الثلاثين.







