عمان- رحل الروائي المصري رؤوف مسعد، حامل الجنسية الهولندية، عن 88 عاماً بعد مسيرة أدبية وإنسانية حافلة بالتنقل والتحولات بين الأدب والسياسة، والشيوعية والهوية الدينية. وُلد مسعد في السودان عام 1937 لأبوين مصريين، حيث كان والده قسّاً، قبل أن يغادر المسار المرسوم له وينخرط في العمل السياسي المعارض. درس مسعد الصحافة بجامعة القاهرة، واعتُقل عام 1960 لانتمائه لتنظيم شيوعي، حيث تعرف في سجن الواحات على الروائي صنع الله إبراهيم، رفيق دربه لاحقاً، وشاركا معاً في كتابة "إنسان السد العالي". بعد خروجه من السجن، قضى نحو 12 عاماً في تنقلات بين وارسو وبغداد وبيروت، خوفاً من تكرار الاعتقال، وعمل خلالها في مجالات مختلفة كالإنتاج المسرحي والصحافة. عاد إلى مصر لفترة قصيرة بعد أن كادت رصاصات الحرب في بيروت تودي بحياته، وكتب فيها "صباح الخير يا وطن". استقر مسعد أخيراً في هولندا في مطلع التسعينيات، لتبدأ مرحلته الروائية المتأخرة لكن المؤثرة. صدرت أشهر رواياته "بيضة النعامة" عام 1994، والتي استغرقت كتابتها أكثر من ثماني سنوات، بتشجيع وإصرار من صنع الله إبراهيم وزوجته الهولندية. تبعتها أعمال أخرى مثل "مزاج التماسيح" و"إيثاكا" و"زهرة الصمت". امتازت أعمال مسعد بجرأتها في طرح الموضوعات الجسدانية والاجتماعية والسياسية، والاعتماد على تجاربه الشخصية كنقطة انطلاق لقضايا كبرى. كما اتسمت بكسرها لحدود النوع الأدبي التقليدي، وجرأته في كتابة سيرته الذاتية، مما جعل أعماله محط اهتمام نقدي واسع.