ندوة لـ “تريندز” و”جيجو للسلام” حول علاقات الشعوب بمعرض سيئول للكتاب
أبوظبي (بي إف نيوز)- نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع معهد جيجو للسلام في كوريا الجنوبية “JPI” ندوةً علمية بعنوان: «علاقات الشعوب كأساس لصناعة السلام العالمي: بناء ثقافة الحوار والتسامح» بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين.
وبدأت الندوة التي جاءت ضمن نشاطات المركز وحضوره الفاعل في الدورة الـ 65 من معرض سيئول الدولي للكتاب2023، بكلمتين ترحيبيتين لكل من الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، والبروفيسور يونغ هون كانغ رئيس معهد جيجو للسلام
وأكد الدكتور العلي أهمية هذه الندوة في قلب معرض سيئول الدولي للكتاب، بالتعاون مع شريك تريندز الاستراتيجي المهم في جمهورية كوريا الجنوبية؛ معهد جيجو للسلام، ورحب بالبروفيسور كانغ، رئيس المعهد، وفريقه في جناح مركز تريندز، وأشار إلى أن علاقات الجانبين وشراكتهما الاستراتيجية بالغة الأهمية والحيوية، مؤكدًا حرص المركز على تعزيز هذه الشراكة وتفعيلها بما يخدم أهداف الجانبين البحثية، ويدعم توجهه نحو العالمية.
وبين أن المركز أبرم حتى الآن أكثر من 190 اتفاقية شراكة مع مؤسسات بحثية وأكاديمية وإعلامية مهمة على مستوى العالم؛ بهدف تعزيز الحوار والتعاون البحثي البنّاء بما يخدم القضايا الإنسانية بشكل عام.
وأوضح في الندوة التي حضرها عبدالله سيف النعيمي سفير دولة الإمارات في كوريا، ومحمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات، وجمع مميز من الإعلاميين والكتاب والجمهور الكوري من رواد المعرض، أن الندوة تستهدف تأكيد أهمية تعزيز علاقات الشعوب، بوصفها الأساس لصناعة السلام العالمي من خلال العمل المشترك على بناء ثقافة الحوار والتسامح عالميّاً.
بدوره رحب البروفيسور السيد يونغ هون كانغ باسم معهد جيجو للسلام، بوفد تريندز المشارك في معرض سيئول، والندوة التي تسهم في توسيع الأفق الفكري لبحوث الجانبين، وأشار إلى أن معهد جيجو للسلام يركز في أبحاثه على قضية السلام والتعاون في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا، ومن أبرز جهوده في هذا المجال منتدى جيجو السنوي للسلام والازدهار الذي عُقد في جزيرة جيجو قبل أسبوعين.
وقال إن هناك العديد من القواسم المشتركة التي تجمع المعهد بمركز تريندز الذي يعمل على تحديد الفرص والتحديات وتحليلها في منطقة الخليج والشرق الأوسط وخارجها منذ إنشائه في عام 2014، مع التركيز في بحوثه على الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأزرق المستدام والطاقة المتجددة، مبيناً أن جيجو للسلام وتريندز يسعيان لتحقيق السلام والازدهار العالمي.
واستُهلت أعمال الندوة، بكلمة للباحثة رهف الخزرجي نائب مدير إدارة النشر في تريندز، مديرة الندوة، مشيرة إلى أنها تهدف إلى البحث في الجوانب الأساسية لتعزيز السلام العالمي من خلال تأكيد أهمية العلاقات البنّاءة، مؤكدة أن الطريق إلى التعايش المتناغم وحل النزاعات يكمن في تنمية ثقافة الحوار المفتوح والتسامح، من خلال استكشاف الديناميكيات المعقدة للتفاعل البشري. وبيّنت أن الحوار والتفاهم المتبادل يمثلان مصدراً ملهماً لبناء مجتمع عالمي أكثر أمناً وسلاماً واستقراراً.
من جانبه قال هايونغ ليم مدير الأبحاث بمعهد جيجو للسلام في ورقة عمل تحدث فيها عن مشروع مؤشر السلام “JPI” الخاص بالمعهد، إنه يعرّف بمستوى التعاون والصراع في العلاقات الثنائية، ويقيس التعاون والصراع بين الدول وداخلها، استناداً إلى قاعدة ضخمة من البيانات العالمية للأحداث.
وقال إن المؤشر يعمل من خلال برامج علمية متخصصة على الكشف عن الجهات الفاعلة، والأشياء، وأنواع الأحداث، والتواريخ، والموقع، ويقوم بتجميع المعلومات بطريقة منهجية، كما أنه يُصنّفها بحسب الأحداث ونوعيتها.
وتطرق بشيء من التفصيل التخصصي إلى هذه البرامج وطريقة استخلاص النتائج منها، مؤكدًا أهمية مثل هذا المؤشر في صنع السلام ووضع اليد على مكامن الصراعات والمشكلات بهدف الدفع نحو حلول قادرة على صنع السلام.
من جانبه، أوضح أليك تشونغ، زميل باحث بمعهد جيجو للسلام أن مشروع مؤشر جيجو للسلام يموَّل من وزارة خارجية جمهورية كوريا بهدف توسيع دائرته، وذكر أن المؤشر يستخدم التحليل النصي عن طريق إرشادات الاستبدال المعزز (TABARI)، وهو برنامج لتحليل المشاعر، وفحص المقالات والتقارير الإخبارية، وتصنيفها وترميزها في بيانات ثنائية، استنادًا إلى إطار عمل ملاحظات أحداث الصراع والوساطة (COMEO).
وبيّن أن التحليل يستند إلى مقالات إخبارية وتقارير من 1100 مصدر إخباري موثوق به من إجمالي 23000 مصدر إخباري تُصنَّف بناءً على مشورة الخبراء، وأوضح أن مثل هذه البيانات تُعين في فهم الأحداث وقراءتها وتحليلها بشكل علمي.
بدورها قدمت الباحثة اليازية الحوسني مديرة مكتب الاتصال الإعلامي بتريندز ورقة عمل بعنوان “الدبلوماسية الثقافية وتعزيز السلام في الشرق الأوسط”، وقالت إن الدبلوماسية الثقافية توفر إمكانيات كبيرة لتحقيق التواصل والفهم المشترك، والتعرّف إلى قيم الشعوب الأخرى وثقافاتها وحضاراتها وإرثها الإنساني من خلال الأشكال المختلفة التي تشملها هذه الدبلوماسية؛ وأضافت أن الدبلوماسية الثقافية تُعد أداة قوية لجَسر الانقسامات وتعزيز التفاهم وبناء أساس للسلام الدائم.
وأشارت إلى أن الدبلوماسية الثقافية تعترف بالقيمة الجوهرية للتنوع الثقافي وتسعى إلى تعزيز الشمولية والاحترام، كما أنها تسمح بتجاوز سوء الفهم للماضي القريب وتشجع الحوار والمحادثات المفتوحة وفهم الآخر. وذكرت اليازية الحوسني أن الشرق الأوسط موطن لتقاليد دينية متنوعة، ويُعدّ تعزيز الحوار بين الأديان أمراً حاسماً لبناء التعايش السلمي فيه.
وشددت على أن الشرق الأوسط يضم تراثًا ثقافيّاً غنيّاً، يمكن أن يكون بمنزلة أرضية مشتركة للحوار والتعاون. كما أن الإعلام يلعب دوراً مهماً في هذا الشأن لتعزيز الحوار والتعايش. ودعت إلى ضرورة الاحتفاء بالتنوع الثقافي، ورعاية الحوار، بما يضع أساساً لمستقبل أكثر انسجاماً، ويعمل على بناء جسور التفاهم التي تتجاوز الحدود وتعزز السلام.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.