سلمى الخضراء الجيوسي كجسر بين الشرق الغرب ندوة في معرض عمان للكتاب
عمان ( بي إف نيوز)– أبرز نقاد وكتاب أردنيون، تجربة الأديبة والكاتبة الراحلة سلمى الخضراء الجيوسي (1928- 2023)، في الندوة التي تناولت تجربتها الإبداعية، مساء أمس الخميس، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي في معرض عمان الدولي للكتاب.
وشارك في الندوة وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) التي حملت عنوان: “الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي.. جسر بين الشرق والغرب”، الشاعر يوسف عبد العزيز، والناقد فخري صالح، والناقدة الدكتورة رشا الخطيب، والدكتورة لينا الجيوسي، وأدارها الكاتب جعفر العقيلي.
وقال عبد العزيز في ورقته التي حملت عنوان: “سفيرة الثقافة العربية إلى العالم”، إن الدكتورة سلمى عملت بدون كلل، وكافحت بضراوة، من أجل إعادة الاعتبار للثقافة العربية، وإعطائها المكانة اللائقة بها، بين ثقافات الأمم، وأضاف: “لو بحثنا بما أنجزته الدكتورة سلمى، لوجدنا أنه إنجاز ثقافي متعدد الجوانب، شمل كلا من الشعر والسرد والنقد والدراسات الأدبية والتاريخية، حيث لم يكن عملها يغطي جزءا محددا من الجغرافيا العربية، وإنما امتد ليشمل البلاد العربية بأسرها، لذلك، فإن ما قامت به كان يصب في نهر الثقافة العربية الشاملة، بعيدا عن النظرة القطرية الضيقة التي جزأت هذه الثقافة وغربتها”.
وفي ورقته التي حملت عنوان: “مؤسسة تسعى على قدمين”، أشار صالح إلى مسار تجربة الجيوسي، الشخصية، والثقافية، بوصفها انخراطا شاملا، وسعيا إلى التأثير في الواقع الاجتماعي، والثقافي، والحضاري، للعالم العربي. وقال: “هي، إلى جانب كونها شاعرة، وناقدة، مترجمة بارعة، ومحررة لعدد من الموسوعات والأنطولوجيات عن الأدب العربي، التي نشرت باللغة الإنجليزية، وترجم بعضها إلى اللغة العربية. فقد نقلت إلى العربية العديد من الأعمال الأدبية، والنقدية الكبيرة”.
وأضاف: “لكن مأثرتها الكبرى تتمثل في أعمالها الموسوعية، وأنطولوجياتها، عن الشعر والثقافة العربيين، التي نشرتها بالإنجليزية عن أهم دور النشر الأكاديمية في العالم. لقد وضعت سلمى بعض جوانب الثقافة العربية، وكذلك الشعر، والقصة، والمسرح، الذي أنجزه العرب المعاصرون، في دائرة الضوء، لقراء اللغة الإنجليزية، في ترجمات جرى إعدادها، وتحريرها، وكتابة مقدمات إضافية لها، بحيث تكون مراجع لا غنى عنها لمن يريد متابعة الاطلاع على الثقافة والأدب العربيين”.
بدورها، عرجت الخطيب على ذكرياتها مع الأديبة الراحلة، في ورقتها المعنونة بـ”جسر الأندلس.. بين سلمى وأنا”، واصفة إياها بأنها امرأة لا تعرف التعب، وقالت: ” لا تعرف المستحيل، طاقة لا تهدأ، ووهج لا ينطفئ، وحيوية لا تخفت، والأجمل من هذا كله أنها تفيض عليك ببعض ما يسكن فيها، ولا بد أن يصيبك من وجهها قبس. ثم يغدو هذا الوهج وتلك الحيوية مفهومين لديك، إذا عرفت أنك كلما التقيت بها حدثتك عن مشاريع تفكر فيها لأعمال قادمة، قد تحتاج سنوات وسنوات كي تكتمل وترى النور، كما احتاجت مشاريعها السابقة المنجزة”. وأضافت: “دائما تسأل نفسك. من أين تملك هذه المرأة كل الألق لتبقى شعلة عمل متقدة؟ ومن أين يملأ الأمل قلبها ويلمع بعينيها مشروع يزاحم مشروعا، وكتاب يتلو كتابا”.
وقدمت ابنة الراحلة، لينا الجيوسي، شهادتها عن تجربة والدتها الإبداعية، وقالت: “لم يقتصر مشروعها الثقافي والمعرفي على نقل الإبداع الأدبي العربي، والإبداع الحضاري الإسلامي الى الغرب، في المفرد، شاعر أو روائي هنا وهناك، أو فكر أو إنجاز أو رؤية عند هذا أو ذاك، وإنما كجسد تاريخي متكامل، وكأفق حيوي متحرك يتواصل في امتداد طبيعي مع الأفق الحضاري الإنساني. وقد آمنت بهذا كليا، حيث فتح هذا الطريق أمام زخم من العمل الإبداعي في ترجمة الأدب العربي ودمجه في مسيرة الثقافة الإنسانية”.
وأشارت إلى أن والدتها ركزت في مسيرتها على الالتزام بقضايا الوطن والاعتزاز بالتراث الغني والعطاء الحضاري العربي الإسلامي، ووحدة الثقافة العربية .
وكان العقيلي قد روى في تقديمه للندوة، الكثير عن علاقته بالأديبة الراحلة، وتحدث عن بعض المواقف الإنسانية التي جمعته بها.
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.