الكاتبة القطرية موزة آل إسحاق تكتب.. “إبداعات.. السياحة الثقافيَّة المستدامة”
عمان (بي اف نيوز)- نشرت الكاتبة موزة آل إسحاق في صحيفة الراية القطرية اليوم في زاوية ” إبداعات” مقالة لها بعنوان “إبداعات.. السياحة الثقافيَّة المستدامة”، دعت الى التركيز على المهرجانات الثقافية بصورة أكبر والتنوع الثقافي ما بين الأدباء والفنانين والكتَّاب على مدار العام، مشيرة إلى أن “لذلك صدى سياحي ثقافي كبير، والثقافة بوابة كبيرة لتنشيط السياحة الثقافية المُستدامة.
وقالت في مقالتها التي نشرت اليوم، إن “دول عربية وإقليمية تحظى لديها باهتمام كبير لما لها من تنوّع للدخل الاقتصادي وبوابة للثقافة التي تُعزّز مكانتها إقليميًا ودوليًا، وقطر تمتلك كلّ المُقوّمات السياحية والثقافيَّة”.
وتاليا نص المقال:
عِشنا على مدارِ عشرة أيَّام من ١٢-٢١ يونيو أجواءً ثقافيَّةً مع معرض الدوحة الدولي للكتاب ٣٢ في أجواءٍ وصالوناتٍ ومُلتقياتٍ ثقافيةٍ مُتنوِّعةٍ بحضورٍ كبيرٍ من دولٍ مُختلفة، بمُشاركة ٥٠٠ ناشر من ٣٧ دولةً، ويليها مُشاركة قطرية وعربية ودبلوماسية ومن كبار المسؤولين بالدولة، وخليط ثقافي رائع كان له صدًى كبيرٌ مُختلفٌ عن كل عام بالإقبال الجماهيري الذي تنوَّع بحضوره الثقافي، والذي تميّز بزيادة إقبال المُؤلفين والكتَّاب القطريين بإصدار ومُناقشة وتوقيع إصداراتهم الأدبية والثقافيَّة المُختلفة، والجميع لاحظ الحَراكَ الفكريَ بزيادة الإصدارات هذا العام عن كل عام مضى.
وهذا التنوُّع الثقافي والحضور المُبهر من دول وثقافات مُختلفة، خلق تبادلَ ثقافات وخبرات بين الشعوب والدول، وكأنك في قَريةٍ ثقافيةٍ عالميةٍ.
وربما عِشنا نفس الأجواء الثقافيَّة الرياضية مع مونديال العالم ٢٠٢٢، وكان للصدَى الثقافي القطري والعربي دورٌ كبيرٌ وبارزٌ بتعزيزِ القيم الثقافية والدينية والتراثية لدى العالم، فنحن نمتلك كافةَ المُقوّمات الثقافية والسياحية ودولة داعمة لكل مُبادرة ثقافية وسياحية مُستدامة تُساهم في الحَراك الثقافي والسياحي بصورة مُستدامة، حيث يكون الاهتمام بالسياحة الثقافية بصورة أكبر لما تمتلكه من اهتمام كبير لدى الكثير من السائحين، وحيث تعرف بأنها من فروع السياحة بمفهومها من حيث السفر من دولة لأخرى وتبادل الخبرات والتعرف على أنماط الناس وأبرز المؤرخين التراثيين والمُثقفين، وكل من له بصمة ثقافيَّة وتاريخية رائدة من روَّاد الفكرِ والثقافةِ.
إنَّ الدوحة تُعدُّ عاصمةً للرياضة ومُستضيفة للعديد من البطولات والمونديالات، وطَوال العام فعاليات رياضية ومُنتديات اقتصادية وبحضور دولي كبير، فلماذا لم نُعطِ السياحة الثقافية دورًا بارزًا وأهميةً تدعم السياحة في رؤيتِها التنموية، ولذا نقترحُ تنشيطَ الأماكن الثقافيَّة على مستوى الدولة وكتارا وسوق واقف كنموذج يُحتذى به في الفعاليات والأنشطة الثقافية القطرية والدولية التي تواكب العصر على مدار العام بالتنسيق مع المجلس البلدي، وتفعيل المجالس القطرية الثقافيَّة النشطة، والتي لها حضور اجتماعي وثقافي يُعزّز القيم الثقافية والهُوية القطرية، كمجلس الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكوارى وزير الدولة، والإعلامي سعد الرميحي، كنماذج قطرية نفتخر بتاريخها الثقافي والرياضي والاجتماعي، وبالإمكان التنسيق عبر خُطة استراتيجية تهدف لتنشيط السياحة الثقافية.
وبالإمكان استثمار الصحراء والمناطق الجنوبية بعمل المُنتجعات السياحية الثقافية التي ترمز إلى من ساهم في الحراك الثقافي على الصعيدَين العربي والقطري، والتركيز على دعم مُبادرات رواد الأعمال القطريين بأن تكون مُبادراتهم في عمل الكافيهات والمطاعم بإطار التراث القطري والعربي، مع هُوية قطرية، كمطعم أعمال الفنان عبد العزيز ناصر، وإذ كل ما في المطعم يُعزز تاريخه وبصمته الثقافية، ولماذا لا تُقامُ متاحف ثقافية للمُثقفين البارزين بالتاريخ الثقافي، ولمَ لا يكون لدينا معارض ثقافية مُستدامة التركيز على الفنانين والمؤلفين والصالونات الثقافية، والربط بينهم وبين الأحداث التي تقوم بالدولة، وتُسمَّى بالقرية الثقافية العالمية، وتنسق بالداخل بإبراز المُفكرين والمُثقفين القطريين والعرب بالصوت والصورة، وكان البوث السعودي تجربةً رائعةً عبر معرض الدوحة للكتاب لوجود الشعراء، ونأمل التركيز على التسويق الثقافي للكتب والإصدارات بصورة حديثة تتماشى مع تقنيات العصر وبصورة تُحدّد هيبة وأهمية القراءة والكتاب، مع تنشيط وسائل التواصل الاجتماعي والنشطاء منهم لتفعيل السياحة الثقافية لتسير وَفق منظومة مُتكاملة.
ونتمنَّى إنشاء القرية الرياضية الثقافية لمونديال العالم ٢٠٢٢ بتصميم عصري يشمل كل البارزين المُثقفين والرياضيين، وكان لهم بصمة حقيقيَّة في هذه الأحداث، ونأمل التركيز على المهرجانات الثقافية بصورة أكبر والتنوع الثقافي ما بين الأدباء والفنانين والكتَّاب على مدار العام، إذ لذلك صدى سياحي ثقافي كبير، والثقافة بوابة كبيرة لتنشيط السياحة الثقافية المُستدامة ودول عربية وإقليمية تحظى لديها باهتمام كبير لما لها من تنوّع للدخل الاقتصادي وبوابة للثقافة التي تُعزّز مكانتها إقليميًا ودوليًا، وقطر تمتلك كلّ المُقوّمات السياحية والثقافيَّة.
Moza.148@hotmail.com
اكتشاف المزيد من أخبار معارض الكتب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.